ﯾﺘﻘﺼﻰ ﻛﺘﺎب ﻣﺮات ﺑﯿﻠﻐﻲ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﯿﻖ ﺗﺮاث إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ اﻟﻐﻨﻲ، و ﻗﺪ أﻋﯿﺪت طﺒﺎﻋﺘﮫ اﺛﻨﺘﯿﻦ و ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻣﺮة ﻣﻨﺬ أن ﺻﺪرت ﻧﺴﺨﺘﮫ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٨٣. و ﺧﻼﻓﺎ ﻟﺒﻘﯿﺔ واﺿﻌﻲ ﻛﺘﺐ اﻷﺳﻔﺎر اﻟﺬﯾﻦ ﺻﻮروا ﺗﺮاث إﺳﻄﻨﺒﻮل، ﯾﺼﻒ ﺑﯿﻠﻐﻲ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮازن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺎھﻤﺎت ﺣﻜﺎﻣﮭﺎ و أﺧﻄﺎﺋﮭﻢ. ﻓﮭﻮ ﯾﻨﺘﻘﺪ ﻣﺮارا و ﺗﻜﺮارا ﺗﺮﻛﯿﺎ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ - اﻟﻤﺘﺮددة ﺣﺘﻰ اﻵن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻣﺎﺿﯿﮭﺎ- ﻟﺘﺪﻣﯿﺮھﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﻗﻊ إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ. و ﻣﻦ دون اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﺮوﻣﻨﺴﯿﺔ، ﯾﻘﺪم ﺑﯿﻠﻐﻲ ﺻﻮرة ﺻﺎدﻗﺔ ﻹﺳﻄﻨﺒﻮل "اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ" ﻣﻤﻜّﻨﺎ اﻟﻘﺮاء ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺒﺪﺗﮭﺎ طﻮال آﻻف اﻟﺴﻨﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﯿﺮات.
ﯾﺒﺪأ دﻟﯿﻞ ﺳﻔﺮ إﺳﻄﻨﺒﻮل رﺣﻠﺘﮫ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺳﻠﻄﺎن أﺣﻤﺪ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ، و ﻗﺪ ﺧﺼﺺ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﮫ ﻟﻌﺮض وﺻﻒ ﺗﻔﺼﯿﻠﻲ ﻟﻘﺼﺮ ﺗﻮﺑﻜﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﯾﺸﺒﮭﮫ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻋﺪم ﺑﻨﺎﺋﮭﻤﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﺨﻄﻂ ﻣﺴﺒﻖ و ﺗﻮﺳﻌﺘﮭﻤﺎ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﺳﺎﻛﻨﯿﮭﻤﺎ. ﺛﻢ ﯾﺘﺤﺪث اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻓﻲ ﻓﺼﻮل ﻣﻨﻔﺮدة ﻋﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﻓﻲ ﺷﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ، وھﻲ ﺳﺮﻻر (أﺳﻮار اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ) و دﯾﻮاﻧﯿﻮﻟﻮ و أﻛﺴﺎراي و إﻣﯿﻨﻮﻧﻮ و ﺟﺎﻏﺎﻟﻮﻏﻠﻮ و ﺗﺸﺮﺳﻼر و ﻓﯿﻔﺎ و ھﺎﻟﯿﺘﺶ و ﻓﺎﺗﺢ و إﯾﻮب. و ﻗﺪ وُﺻِﻔﺖ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺟﺪا، و أﺣﯿﺎﻧﺎ وردت ﻣﻌﮭﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﮭﺎ. ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺪد ﺑﯿﻠﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﻌﺪدﯾﺔ ﻹﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻄﻮاﺋﻒ و اﻷدﯾﺎن، ﻓﯿﺼﻒ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﻛﻨﺎﺋﺲ اﻟﺮوم اﻷرﺛﻮذﻛﺲ و اﻟﺴﺮﯾﺎن و اﻟﻜﻠﺪان و اﻟﻜﻨﺲ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ و اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ و اﻟﻤﺰارات و ﻣﺴﺎﻛﻦ اﻟﺪراوﯾﺶ ﺧﻼل اﻟﻜﺘﺎب. ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت و اﻧﺘﻘﺎدات ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻛﺎﻟﺤﺪاﺋﻖ و اﻟﻤﻨﺘﺰھﺎت و أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺮﻓﯿﮫ و وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ و ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺨﺪﻣﺎت و اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ.
و رﻏﻢ أن اﻟﺪﻟﯿﻞ ﯾﺘﺤﺪث ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﮫ ﻋﻦ ﺷﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ، ﻓﺈن ﺑﯿﻠﻐﻲ ﯾﺄﺧﺬ ﻗﺎرﺋﮫ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻐﻨﯿﺔ ﻛﻐﺎﻻﺗﺎ و ﺑﯿﺮا و ﺑﻲ اوﻏﻠﻮ، و ﻣﻦ ﺛﻢ إﻟﻰ اﻟﺒﻮﺳﻔﻮرﻋﻠﯿﻞ اﻟﻨﺴﻤﺎت ﻋﺒﺮ ﻛﺪﯾﻜﻮي و أوﺳﻜﺪار و ﺟﺰر اﻷﻣﺮاء. و ﯾﺤﻤﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻨﻮان "اﻟﺠﺰر اﻟﺒﻌﯿﺪة" و ﯾﺼﻒ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻧﺸﺮ اﻟﻜﺘﺎب. و ﯾﺒﯿﻦ اﻧﺘﻘﺎء ﺑﯿﻠﻐﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﺗﺤﺪﯾﺪا أﻧﮫ ﻻ ﯾﮭﺪف ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮرة ﻹﺳﻄﻨﺒﻮل، ﺑﻞ ﯾﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮﺑﺎ طﺮﯾﻔﺎ ﯾﻨﻤّﻖ ﻣﻦ ﻟﮭﺠﺘﮫ اﻻﻧﺘﻘﺎدﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﻋﺮض ﺗﻄﻮر إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ و اﻟﺒﯿﺰﻧﻄﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ و اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ و اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ.
ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﯾﻌﺪ ﻛﺘﺎب دﻟﯿﻞ ﺳﻔﺮ إﺳﻄﻨﺒﻮل دﻟﯿﻼ ﺳﯿﺎﺣﯿﺎ ﻗﯿﻤﺎ ﯾﺒﻌﺚ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺑﺤﺜﮫ ﻣﺎ ﯾﯿﺴﺮ ﻓﮭﻤﮫ و اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﯿﮫ و ﻗﺒﻮﻟﮫ.
إﺑﺮو إﻟﮭﺎن
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺎدل ﻻﻏﺔ
ﯾﺘﻘﺼﻰ ﻛﺘﺎب ﻣﺮات ﺑﯿﻠﻐﻲ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﯿﻖ ﺗﺮاث إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ اﻟﻐﻨﻲ، و ﻗﺪ أﻋﯿﺪت طﺒﺎﻋﺘﮫ اﺛﻨﺘﯿﻦ و ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻣﺮة ﻣﻨﺬ أن ﺻﺪرت ﻧﺴﺨﺘﮫ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٨٣. و ﺧﻼﻓﺎ ﻟﺒﻘﯿﺔ واﺿﻌﻲ ﻛﺘﺐ اﻷﺳﻔﺎر اﻟﺬﯾﻦ ﺻﻮروا ﺗﺮاث إﺳﻄﻨﺒﻮل، ﯾﺼﻒ ﺑﯿﻠﻐﻲ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮازن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺎھﻤﺎت ﺣﻜﺎﻣﮭﺎ و أﺧﻄﺎﺋﮭﻢ. ﻓﮭﻮ ﯾﻨﺘﻘﺪ ﻣﺮارا و ﺗﻜﺮارا ﺗﺮﻛﯿﺎ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ - اﻟﻤﺘﺮددة ﺣﺘﻰ اﻵن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻣﺎﺿﯿﮭﺎ- ﻟﺘﺪﻣﯿﺮھﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﻗﻊ إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ. و ﻣﻦ دون اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﺮوﻣﻨﺴﯿﺔ، ﯾﻘﺪم ﺑﯿﻠﻐﻲ ﺻﻮرة ﺻﺎدﻗﺔ ﻹﺳﻄﻨﺒﻮل "اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ" ﻣﻤﻜّﻨﺎ اﻟﻘﺮاء ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺒﺪﺗﮭﺎ طﻮال آﻻف اﻟﺴﻨﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﯿﺮات.
ﯾﺒﺪأ دﻟﯿﻞ ﺳﻔﺮ إﺳﻄﻨﺒﻮل رﺣﻠﺘﮫ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺳﻠﻄﺎن أﺣﻤﺪ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ، و ﻗﺪ ﺧﺼﺺ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﮫ ﻟﻌﺮض وﺻﻒ ﺗﻔﺼﯿﻠﻲ ﻟﻘﺼﺮ ﺗﻮﺑﻜﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﯾﺸﺒﮭﮫ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻋﺪم ﺑﻨﺎﺋﮭﻤﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﺨﻄﻂ ﻣﺴﺒﻖ و ﺗﻮﺳﻌﺘﮭﻤﺎ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﺳﺎﻛﻨﯿﮭﻤﺎ. ﺛﻢ ﯾﺘﺤﺪث اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻓﻲ ﻓﺼﻮل ﻣﻨﻔﺮدة ﻋﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﻓﻲ ﺷﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ، وھﻲ ﺳﺮﻻر (أﺳﻮار اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ) و دﯾﻮاﻧﯿﻮﻟﻮ و أﻛﺴﺎراي و إﻣﯿﻨﻮﻧﻮ و ﺟﺎﻏﺎﻟﻮﻏﻠﻮ و ﺗﺸﺮﺳﻼر و ﻓﯿﻔﺎ و ھﺎﻟﯿﺘﺶ و ﻓﺎﺗﺢ و إﯾﻮب. و ﻗﺪ وُﺻِﻔﺖ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺟﺪا، و أﺣﯿﺎﻧﺎ وردت ﻣﻌﮭﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﮭﺎ. ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺪد ﺑﯿﻠﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﻌﺪدﯾﺔ ﻹﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻄﻮاﺋﻒ و اﻷدﯾﺎن، ﻓﯿﺼﻒ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﻛﻨﺎﺋﺲ اﻟﺮوم اﻷرﺛﻮذﻛﺲ و اﻟﺴﺮﯾﺎن و اﻟﻜﻠﺪان و اﻟﻜﻨﺲ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ و اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ و اﻟﻤﺰارات و ﻣﺴﺎﻛﻦ اﻟﺪراوﯾﺶ ﺧﻼل اﻟﻜﺘﺎب. ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت و اﻧﺘﻘﺎدات ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻛﺎﻟﺤﺪاﺋﻖ و اﻟﻤﻨﺘﺰھﺎت و أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺮﻓﯿﮫ و وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ و ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺨﺪﻣﺎت و اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ.
و رﻏﻢ أن اﻟﺪﻟﯿﻞ ﯾﺘﺤﺪث ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﮫ ﻋﻦ ﺷﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ، ﻓﺈن ﺑﯿﻠﻐﻲ ﯾﺄﺧﺬ ﻗﺎرﺋﮫ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻐﻨﯿﺔ ﻛﻐﺎﻻﺗﺎ و ﺑﯿﺮا و ﺑﻲ اوﻏﻠﻮ، و ﻣﻦ ﺛﻢ إﻟﻰ اﻟﺒﻮﺳﻔﻮرﻋﻠﯿﻞ اﻟﻨﺴﻤﺎت ﻋﺒﺮ ﻛﺪﯾﻜﻮي و أوﺳﻜﺪار و ﺟﺰر اﻷﻣﺮاء. و ﯾﺤﻤﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻨﻮان "اﻟﺠﺰر اﻟﺒﻌﯿﺪة" و ﯾﺼﻒ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻧﺸﺮ اﻟﻜﺘﺎب. و ﯾﺒﯿﻦ اﻧﺘﻘﺎء ﺑﯿﻠﻐﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﺗﺤﺪﯾﺪا أﻧﮫ ﻻ ﯾﮭﺪف ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮرة ﻹﺳﻄﻨﺒﻮل، ﺑﻞ ﯾﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮﺑﺎ طﺮﯾﻔﺎ ﯾﻨﻤّﻖ ﻣﻦ ﻟﮭﺠﺘﮫ اﻻﻧﺘﻘﺎدﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﻋﺮض ﺗﻄﻮر إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ و اﻟﺒﯿﺰﻧﻄﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ و اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ و اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ.
ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﯾﻌﺪ ﻛﺘﺎب دﻟﯿﻞ ﺳﻔﺮ إﺳﻄﻨﺒﻮل دﻟﯿﻼ ﺳﯿﺎﺣﯿﺎ ﻗﯿﻤﺎ ﯾﺒﻌﺚ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺑﺤﺜﮫ ﻣﺎ ﯾﯿﺴﺮ ﻓﮭﻤﮫ و اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﯿﮫ و ﻗﺒﻮﻟﮫ.
إﺑﺮو إﻟﮭﺎن
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺎدل ﻻﻏﺔ