ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أول دراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ و ﻣﻔﺼﱠﻠﺔ ﻟﺒﻠﺪة ﺳﻠﻤﯿﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ وﺳﻂ ﺳﻮرﯾﺔ. و ﻟﻌﺪم وﺟﻮد دراﺳﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻠﺪة ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎھﺪاﺗﮫ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ و دراﺳﺎت ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻵﺛﺎر و اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ و ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم و اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. ذﻟﻚ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ رواه ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻤﺮﯾﻦ اﻟﻤﺤﻠﯿﯿﻦ و اﻟﻤُﺪرﺟﺔ أﺳﻤﺎؤھﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﮭﺮس. و ﯾﮭﺪف ذﻟﻚ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ دراﺳﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﻗﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ.
ﯾﺮﻛﺰ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﻠﻤﯿﺔ و آﺛﺎرھﺎ و أﺻﻮل ﻋﺎﺋﻼﺗﮭﺎ و أﻣﺎﻛﻦ ﺳُﻜﻨﺎھﻢ. ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻟﯿﺪ
اﻟﺴﻠﻤﯿﯿﻦ و ﺛﻘﺎﻓﺘﮭﻢ و ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﻢ ﻣﻊ ﻣﺠﺎورﯾﮭﻢ و ﻓﻲ اﻟﺠﺬور اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﮭﻢ و اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻤﺎﻋﯿﻠﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم. ﻓﺘﻘﺪم اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺳﺮدا ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ ﻣﻮﺳﻌﺎ
ﻋﻦ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم و ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺻﻒ و ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ
اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﺴﻠﻂ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻀﻮء ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻠﯿﻦ اﻟﺘﺎﻟﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء
ﺳﻠﻤﯿﺔ - ﺑﻌﺪ ﺗﮭﺪﯾﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ اﻟﻤﻐﻮل- و ﺗﻮﺳﻌﮭﺎ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ. ﺛﻢ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﯿﺮ ﺗﻄﻮر
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﻮاﻧﺒﮫ ﻣﻦ ﻧﻤﺎذج اﻟﺒﻨﺎء و أﻟﺒﺴﺔ اﻟﺮﺟﺎل و اﻟﻨﺴﺎء و اﻟﻌﺎدات و اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ
و اﻷﻟﻌﺎب و اﻟﻤﺪارس و اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت و اﻻﻗﺘﺼﺎد و وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ و ﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ. ﻛﻤﺎ ﯾُﺒﯿّﻦ ﺗﺄﺛﯿﺮ
ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺪو و اﻟﻤﺪن اﻟﻤﺠﺎورة ﻛﺤﻤﺎة و ﺣﻤﺺ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺤﯿﺎة ھﺬه.
تكمن أھﻤﯿﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ﻓﻲ أﺻﺎﻟﺘﮫ و ﺗﻮﺛﯿﻘﮫ ﻟﺘﺎرﯾﺦ ﺳﻠﻤﯿﺔ اﻟﺸﻔﮭﻲ و ﺛﻘﺎﻓﺘﮭﺎ ﯾﺼﺤﺐ ذﻟﻚ ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﺨﺘﻔﻲ و اﻟﺘﻲ أﺷﯿﺮ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺪة أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻨﮫ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﯿﺮ. و ﻟﻜﺎن
ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﺘﻔﯿﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻮﺿﯿﺤﯿﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ و اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ
و ﻣﻦ إرﻓﺎق ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻵن، و ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﯿﻖ
أﻓﻀﻞ ﻟﻤﺮاﺟﻌﮫ. و رﻏﻢ أوﺟﮫ اﻟﻘﺼﻮر آﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ، ﯾﺸﻜﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺮﺟﻌﺎ رﺋﯿﺴﯿﺎ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ و
اﻟﻄﻼب اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﺄي دراﺳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻠﻤﯿﺔ. و ﺗﺘﺼﻒ ﻟﻐﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺒﺴﺎطﺘﮭﺎ و وﺿﻮﺣﮭﺎ
ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول طﯿﻒ واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮّاء.
ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أول دراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ و ﻣﻔﺼﱠﻠﺔ ﻟﺒﻠﺪة ﺳﻠﻤﯿﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ وﺳﻂ ﺳﻮرﯾﺔ. و ﻟﻌﺪم وﺟﻮد دراﺳﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻠﺪة ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎھﺪاﺗﮫ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ و دراﺳﺎت ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻵﺛﺎر و اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ و ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم و اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. ذﻟﻚ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ رواه ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻤﺮﯾﻦ اﻟﻤﺤﻠﯿﯿﻦ و اﻟﻤُﺪرﺟﺔ أﺳﻤﺎؤھﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﮭﺮس. و ﯾﮭﺪف ذﻟﻚ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ دراﺳﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﻗﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ.
ﯾﺮﻛﺰ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﻠﻤﯿﺔ و آﺛﺎرھﺎ و أﺻﻮل ﻋﺎﺋﻼﺗﮭﺎ و أﻣﺎﻛﻦ ﺳُﻜﻨﺎھﻢ. ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻟﯿﺪ
اﻟﺴﻠﻤﯿﯿﻦ و ﺛﻘﺎﻓﺘﮭﻢ و ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﻢ ﻣﻊ ﻣﺠﺎورﯾﮭﻢ و ﻓﻲ اﻟﺠﺬور اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﮭﻢ و اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻤﺎﻋﯿﻠﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم. ﻓﺘﻘﺪم اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺳﺮدا ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ ﻣﻮﺳﻌﺎ
ﻋﻦ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم و ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺻﻒ و ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ
اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﺴﻠﻂ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻀﻮء ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻠﯿﻦ اﻟﺘﺎﻟﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء
ﺳﻠﻤﯿﺔ - ﺑﻌﺪ ﺗﮭﺪﯾﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ اﻟﻤﻐﻮل- و ﺗﻮﺳﻌﮭﺎ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ. ﺛﻢ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﯿﺮ ﺗﻄﻮر
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﻮاﻧﺒﮫ ﻣﻦ ﻧﻤﺎذج اﻟﺒﻨﺎء و أﻟﺒﺴﺔ اﻟﺮﺟﺎل و اﻟﻨﺴﺎء و اﻟﻌﺎدات و اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ
و اﻷﻟﻌﺎب و اﻟﻤﺪارس و اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت و اﻻﻗﺘﺼﺎد و وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ و ﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ. ﻛﻤﺎ ﯾُﺒﯿّﻦ ﺗﺄﺛﯿﺮ
ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺪو و اﻟﻤﺪن اﻟﻤﺠﺎورة ﻛﺤﻤﺎة و ﺣﻤﺺ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺤﯿﺎة ھﺬه.
تكمن أھﻤﯿﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ﻓﻲ أﺻﺎﻟﺘﮫ و ﺗﻮﺛﯿﻘﮫ ﻟﺘﺎرﯾﺦ ﺳﻠﻤﯿﺔ اﻟﺸﻔﮭﻲ و ﺛﻘﺎﻓﺘﮭﺎ ﯾﺼﺤﺐ ذﻟﻚ ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﺨﺘﻔﻲ و اﻟﺘﻲ أﺷﯿﺮ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺪة أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻨﮫ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﯿﺮ. و ﻟﻜﺎن
ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﺘﻔﯿﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻮﺿﯿﺤﯿﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ و اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ
و ﻣﻦ إرﻓﺎق ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻵن، و ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﯿﻖ
أﻓﻀﻞ ﻟﻤﺮاﺟﻌﮫ. و رﻏﻢ أوﺟﮫ اﻟﻘﺼﻮر آﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ، ﯾﺸﻜﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺮﺟﻌﺎ رﺋﯿﺴﯿﺎ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ و
اﻟﻄﻼب اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﺄي دراﺳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻠﻤﯿﺔ. و ﺗﺘﺼﻒ ﻟﻐﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺒﺴﺎطﺘﮭﺎ و وﺿﻮﺣﮭﺎ
ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول طﯿﻒ واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮّاء.