ﺗﺸﻜﻞ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ
اﻣﺘﺪادا ﻟﻜﺘﺎب «أﺗﺮار اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ» و اﻟﺬي رﻛﺰ ﻋﻠﻰ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺔ أﺗﺮار- ﺗﺒﮫ
اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ و دراﺳﺔ طﺒﻘﺎﺗﮭﺎ اﻷﺛﺮﯾﺔ و آﻓﺎق اﻟﺒﺤﺚ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺮون
اﻟﻮﺳﻄﻰ و اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﺣﻮل اﻟﻮاﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻻﺳﻢ ذاﺗﮫ. أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﯿﮭﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ
أﻛﺒﺮ ﺑﺪراﺳﺔ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻤﻮﻗﻊ و طﺒﻘﺎﺗﮫ اﻷﺛﺮﯾﺔ ﺣﯿﺚ أﻧﮫ أﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﮫ ﻟﻜﻮﻧﮫ
ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺛﺮﯾﺔ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٦٧ ﺣﺘﻰ إﺗﻤﺎم ﻧﺸﺮ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك.
و ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺼﻞ
اﻷول «اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺛﺮي ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺔ أﺗﺮار اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ» (ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺔ ١٣٤ -١٧) ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺮﺟﻌﯿﺔ
ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺑﺄﻛﻤﻠﮫ، ﺣﯿﺚ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ و اﻟﺘﻨﻘﯿﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﯿﮭﺎ
و اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺛﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﯿﮭﺎ و ﻣﺎ ﯾﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ ھﻨﺎ اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﻤُﺠﻤﱠﻌﺔ -و اﻟﺘﻲ
ﻧﺸﺮت ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ھﻨﺎ- ﻋﻦ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻨﻘﯿﺐ ﻋﻨﮭﺎ و اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ
ﺗﺒﻠﻎ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ ﺳﺒﻌﺔ ھﻜﺘﺎرات. و ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ طﺮاﺋﻖ دراﺳﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻷﺛﺮﯾﺔ، ﯾﻤﯿﺰ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن
ﺑﯿﻦ ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﻌﻤﺎرﯾﺔ ﺣﻀﺎرﯾﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻋﺜﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ أﺟﺰاء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ.
و ﻣﻦ ﺛﻢ ﯾﮭﺘﻢ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن
ﺑﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﯾﺸﯿﺮون إﻟﻰ أﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻞ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺎ اﻟﺘﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰي (ﻓﻲ
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﻨﻘﯿﺐ) ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ و اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ، إﻻ أﻧﮫ
ﻗﺪ ﺟﺎء ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﺨﻄﯿﻂ ﻣﺴﺒﻖ. ﻛﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮ أﯾﻀﺎ أن اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ
ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺑﺎﻟﺤﻲ و ھﺬه ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﺣﯿﺚ أﻧﮭﺎ ﺗﻔﺴﺮ اﻧﺘﻈﺎم
اﻟﺤﯿﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ. و ﯾﺘﺴﻢ ھﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﺷﺮﻗﻲ اﻟﻄﺎﺑﻊ، ﺣﯿﺚ
ﯾﺘﻢ ﻋﺰل ﻛﻞ ﺣﻲ داﺧﻠﯿﺎ ﺑﺴﻮر أﺻﻢ (دون ﻧﻮاﻓﺬ). و ﻗﺪ ﺳﮭّﻞ وﺟﻮد اﻟﺸﻮارع و اﻟﻤﻤﺮات داﺧﻞ
ھﺬه اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و رﺑﻤﺎ اﻹداري أﯾﻀﺎ ﺑﯿﻦ ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻈﮭﺮ آﺛﺎر ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻣﮭﻨﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻷﺣﯿﺎء، ﻓﻤﺜﻼ ھﻨﺎك أﺣﯿﺎء ﻟﻠﺨﺰﻓﯿﻦ و أﺧﺮى ﻟﻠﺤﺪادﯾﻦ
و ﻏﯿﺮھﺎ ﻟﻠﺨﯿﺎطﯿﻦ و ھﻜﺬا.
و ﺗﻘﺪم اﻟﺪراﺳﺔ وﺻﻔﺎ ﻣﻔﺼﻼ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ ﯾﺒﯿّﻦ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﮭﺎ (اﻟﻮﺳﻂ آﺳﯿﻮﯾﺔ) ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺴﺎﻛﻦ أﺗﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪا. و ﯾﺮﺑﻂ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن ﺑﯿﻦ أﻋﺪاد اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ و ﻣﺴﺎﺣﺘﮭﺎ اﻟﻜﻠﯿﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺷﺮات دﯾﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﺪاد ﺳﻜﺎن أﺗﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺪ ﺗﺮاوح ﺑﯿﻦ ٤٥٠٠ و ٦٣٠٠
ﺷﺨﺺ.
و ﯾﺴﺘﻨﺪ ﺑﺤﺚ اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ
ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﯿﺒﺔ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أﺗﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﯿﻠﮭﻢ ﻟﻠﻤﺨﻠﻔﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ
اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﺻﻮل أﺗﺮار اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ اﻟﻜﺎزﺧﺴﺘﺎﻧﯿﺔ و
اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن ﺑﺪراﺳﺔ أﺧﺘﺎم اﻟﺘﺎﻣﻐﺎ و اﻟﺴﯿﺮاﻣﯿﻚ
و اﻟﻤﺴﻜﻮﻛﺎت و ﯾﺮﺟﻌﻮن أﺻﻞ ﺗﺼﻮﯾﺮاﺗﮭﺎ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻜﺎزﺧﺴﺘﺎﻧﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ:
ﻛﯿﺒﺘﺸﺎك، أرﻏﯿﻨﺰ، دوﻏﻼت، و ﻛﯿﺮﯾﺖ.
و ﺑﺎﻟﻌﻤﻮم ﯾﺜﯿﺮ
اﻟﻜﺘﺎب اھﺘﻤﺎم ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر و اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﻔﺘﺮة اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺗﺠﻤﯿﻌﮫ و ﻧﺸﺮه ﻟﻤﻮاد
ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺪﻗﯿﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺔ أﺗﺮار. و ﯾﻀﻢ اﻟﻤﻠﺤﻖ ( ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺔ
٢٠٠- ٣٣٩ ) إﯾﻀﺎﺣﺎت ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺼﻮر ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ و رﺳﻮم ﺗﻮﺿﯿﺤﯿﺔ و رﺳﻮم ﺑﯿﺎﻧﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ
ﻣﺴﺎﻗﻂ إﻛﺴﻮﻧﻮﻣﺘﺮﯾﺔ، ﻛﻤﺎ ﯾﺤﻮي ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﺟﺎ ﻟﻠﻘﻄﻊ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ و ﻛﺬﻟﻚ أدﻟﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﺤﺮف
و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ.
و ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ
أن ﯾﺤﻈﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎھﺘﻤﺎم طﯿﻒ واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮّاء ﻟﻜﻮﻧﮫ ﯾﻤﺜﻞ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺼﻮرات ﺗﺠﺎﻧﺴﺎ ﻟﺤﻀﺎرة
اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎزاﺧﺴﺘﺎن. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم ﻓﺎﺋﺪة ﻟﻠﻘﺮاء ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﻻﺣﺘﻮاﺋﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘﯿﺒﺎت اﻷﺛﺮﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ.
كولشات ميديوفا
ترجمة مها يازجي
ﺗﺸﻜﻞ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ
اﻣﺘﺪادا ﻟﻜﺘﺎب «أﺗﺮار اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ» و اﻟﺬي رﻛﺰ ﻋﻠﻰ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺔ أﺗﺮار- ﺗﺒﮫ
اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ و دراﺳﺔ طﺒﻘﺎﺗﮭﺎ اﻷﺛﺮﯾﺔ و آﻓﺎق اﻟﺒﺤﺚ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺮون
اﻟﻮﺳﻄﻰ و اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﺣﻮل اﻟﻮاﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻻﺳﻢ ذاﺗﮫ. أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﯿﮭﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ
أﻛﺒﺮ ﺑﺪراﺳﺔ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻤﻮﻗﻊ و طﺒﻘﺎﺗﮫ اﻷﺛﺮﯾﺔ ﺣﯿﺚ أﻧﮫ أﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﮫ ﻟﻜﻮﻧﮫ
ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺛﺮﯾﺔ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٦٧ ﺣﺘﻰ إﺗﻤﺎم ﻧﺸﺮ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك.
و ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺼﻞ
اﻷول «اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺛﺮي ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺔ أﺗﺮار اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ» (ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺔ ١٣٤ -١٧) ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺮﺟﻌﯿﺔ
ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺑﺄﻛﻤﻠﮫ، ﺣﯿﺚ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ و اﻟﺘﻨﻘﯿﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﯿﮭﺎ
و اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺛﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﯿﮭﺎ و ﻣﺎ ﯾﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ ھﻨﺎ اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﻤُﺠﻤﱠﻌﺔ -و اﻟﺘﻲ
ﻧﺸﺮت ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ھﻨﺎ- ﻋﻦ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻨﻘﯿﺐ ﻋﻨﮭﺎ و اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ
ﺗﺒﻠﻎ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ ﺳﺒﻌﺔ ھﻜﺘﺎرات. و ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ طﺮاﺋﻖ دراﺳﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻷﺛﺮﯾﺔ، ﯾﻤﯿﺰ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن
ﺑﯿﻦ ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﻌﻤﺎرﯾﺔ ﺣﻀﺎرﯾﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻋﺜﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ أﺟﺰاء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ.
و ﻣﻦ ﺛﻢ ﯾﮭﺘﻢ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن
ﺑﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﯾﺸﯿﺮون إﻟﻰ أﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻞ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺎ اﻟﺘﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰي (ﻓﻲ
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﻨﻘﯿﺐ) ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ و اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ، إﻻ أﻧﮫ
ﻗﺪ ﺟﺎء ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﺨﻄﯿﻂ ﻣﺴﺒﻖ. ﻛﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮ أﯾﻀﺎ أن اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ
ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺑﺎﻟﺤﻲ و ھﺬه ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﺣﯿﺚ أﻧﮭﺎ ﺗﻔﺴﺮ اﻧﺘﻈﺎم
اﻟﺤﯿﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ. و ﯾﺘﺴﻢ ھﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﺷﺮﻗﻲ اﻟﻄﺎﺑﻊ، ﺣﯿﺚ
ﯾﺘﻢ ﻋﺰل ﻛﻞ ﺣﻲ داﺧﻠﯿﺎ ﺑﺴﻮر أﺻﻢ (دون ﻧﻮاﻓﺬ). و ﻗﺪ ﺳﮭّﻞ وﺟﻮد اﻟﺸﻮارع و اﻟﻤﻤﺮات داﺧﻞ
ھﺬه اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و رﺑﻤﺎ اﻹداري أﯾﻀﺎ ﺑﯿﻦ ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻈﮭﺮ آﺛﺎر ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻣﮭﻨﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻷﺣﯿﺎء، ﻓﻤﺜﻼ ھﻨﺎك أﺣﯿﺎء ﻟﻠﺨﺰﻓﯿﻦ و أﺧﺮى ﻟﻠﺤﺪادﯾﻦ
و ﻏﯿﺮھﺎ ﻟﻠﺨﯿﺎطﯿﻦ و ھﻜﺬا.
و ﺗﻘﺪم اﻟﺪراﺳﺔ وﺻﻔﺎ ﻣﻔﺼﻼ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ ﯾﺒﯿّﻦ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﮭﺎ (اﻟﻮﺳﻂ آﺳﯿﻮﯾﺔ) ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺴﺎﻛﻦ أﺗﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪا. و ﯾﺮﺑﻂ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن ﺑﯿﻦ أﻋﺪاد اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ و ﻣﺴﺎﺣﺘﮭﺎ اﻟﻜﻠﯿﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺷﺮات دﯾﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﺪاد ﺳﻜﺎن أﺗﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺪ ﺗﺮاوح ﺑﯿﻦ ٤٥٠٠ و ٦٣٠٠
ﺷﺨﺺ.
و ﯾﺴﺘﻨﺪ ﺑﺤﺚ اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ
ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﯿﺒﺔ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أﺗﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﯿﻠﮭﻢ ﻟﻠﻤﺨﻠﻔﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ
اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﺻﻮل أﺗﺮار اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺔ اﻟﻜﺎزﺧﺴﺘﺎﻧﯿﺔ و
اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن ﺑﺪراﺳﺔ أﺧﺘﺎم اﻟﺘﺎﻣﻐﺎ و اﻟﺴﯿﺮاﻣﯿﻚ
و اﻟﻤﺴﻜﻮﻛﺎت و ﯾﺮﺟﻌﻮن أﺻﻞ ﺗﺼﻮﯾﺮاﺗﮭﺎ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻜﺎزﺧﺴﺘﺎﻧﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ:
ﻛﯿﺒﺘﺸﺎك، أرﻏﯿﻨﺰ، دوﻏﻼت، و ﻛﯿﺮﯾﺖ.
و ﺑﺎﻟﻌﻤﻮم ﯾﺜﯿﺮ
اﻟﻜﺘﺎب اھﺘﻤﺎم ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر و اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﻔﺘﺮة اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺗﺠﻤﯿﻌﮫ و ﻧﺸﺮه ﻟﻤﻮاد
ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺪﻗﯿﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺔ أﺗﺮار. و ﯾﻀﻢ اﻟﻤﻠﺤﻖ ( ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺔ
٢٠٠- ٣٣٩ ) إﯾﻀﺎﺣﺎت ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺼﻮر ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ و رﺳﻮم ﺗﻮﺿﯿﺤﯿﺔ و رﺳﻮم ﺑﯿﺎﻧﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ
ﻣﺴﺎﻗﻂ إﻛﺴﻮﻧﻮﻣﺘﺮﯾﺔ، ﻛﻤﺎ ﯾﺤﻮي ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﺟﺎ ﻟﻠﻘﻄﻊ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ و ﻛﺬﻟﻚ أدﻟﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﺤﺮف
و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ.
و ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ
أن ﯾﺤﻈﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎھﺘﻤﺎم طﯿﻒ واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮّاء ﻟﻜﻮﻧﮫ ﯾﻤﺜﻞ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺼﻮرات ﺗﺠﺎﻧﺴﺎ ﻟﺤﻀﺎرة
اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎزاﺧﺴﺘﺎن. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم ﻓﺎﺋﺪة ﻟﻠﻘﺮاء ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﻻﺣﺘﻮاﺋﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘﯿﺒﺎت اﻷﺛﺮﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ.
كولشات ميديوفا
ترجمة مها يازجي