ﯾﻀﻢ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ
ﺑﯿﻦ طﯿﺎﺗﮫ ﻣﺴﺮدا ﻟﻠﻤﺮاﺟﻊ و ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت و دﻟﯿﻞ ﺗﻮﺿﯿﺤﻲ و ﻣﻠﺤﻖ. و ﯾﺴﺘﮭﻞ اﻟﻜﺘﺎب
ﺑﺎﺳﺘﻜﺸﺎف ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن و ﯾﻐﻄﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻣﻦ
اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. و ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺑﺤﺜﮫ وﻓﻘﺎ ﻻﻋﺘﻘﺎده ﺑﺄن
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ھﻮﯾﺘﮭﺎ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻣﻨﺬ اﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﻲ.
ﻟﺬﻟﻚ ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺪن و ﻋﻤﺎرة ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ و ﯾﺪرﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﺗَﻜَﻮﱡن اﻟﺤﻀﺎرة اﻵرﯾﺔ
و ﻧﺸﺄة ﻣﺸﮭﺪ ﻋﻤﺮاﻧﻲ ﻣﺘﻐﯿﺮ آﻣﻼ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن ﺿﻤﻦ ﺳﯿﺎق ﺗﺎرﯾﺨﻲ ﯾﻤﺘﺪ ﻵﻻف اﻟﺴﻨﯿﻦ.
و ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ھﺠﺮة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﮭﻨﺪو-أورﺑﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ و اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ
و اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺤﻀﺮي ﻟﺒﻠﺪان
آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. و ﯾﺮﺟﻊ ﻣﻘﯿﻤﻮف أﺻﻞ اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ و اﻟﻄﺎﺟﯿﻚ إﻟﻰ اﻵرﯾﯿﻦ ﻣﻌﺘﺒﺮا أن ظﺎھﺮة اﻟﺘﻄﻮر
اﻟﺤﻀﺮي ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ھﻲ ظﺎھﺮة ذات أﺻﻞ آري. و ﻹﺛﺒﺎت ھﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ،
ﻻ ﯾﻘﯿﺪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺤﺪود دوﻟﺔ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ و إﻧﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺤﺪود
اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﺑﻘﺎﻋﺎ أﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﯿﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول اﻷﺳﺎطﯿﺮ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ
و ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪﯾﻦ ﺛﻢ ﯾﻨﺘﻘﻞ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺪن اﻟﺒﺎﻛﺮة و ﺗﺸﻜﻠﮭﺎ و ﯾﺸﺮح آﻟﯿﺎت اﻟﺘﻤﺪن
اﻟﻤﻌﻘﺪة اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪﺗﮭﺎ ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﻤﺪن ﻣﺜﻞ أﻟﺘﯿﻦ دﺑﮫ و ﺳﺮازم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺎت اﻟﻤﺤﺼﻨﺔ
ﻣﺜﻞ ﻣﺎرﻏﯿﺎﻧﺎ (ﻣﺮو) و ﺑﺎﺧﺘﺮا. و إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻐﻄﻲ أﯾﻀﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ و
اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ.
و ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻄﯿﺔ اﻟﻤﺆﻟﻒ
اﻟﻤﻮﺳﻌﺔ ﻟﻠﻔﺘﺮات اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ و ﻟﻠﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ طﺮأت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻌﻤﺎرة و اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﺗﺒﺎﻋﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺘﮭﺎ ﻛﻜﯿﺎن ﻣﺘﺮاﺑﻂ ﯾﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﻟﺸﺮح اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، إﻻ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﻰ اﻟﻤﻼﻣﺢ اﻟﻔﺮدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﯿﺰ ﺑﻠﺪاﻧﺎ ﺑﻌﯿﻨﮭﺎ
دون أﺧﺮى. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺧﯿﺮ ﻓﯿﺘﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺪن اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﯿﺔ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ، دوﺷﻨﺒﮫ
و ﻟﯿﻨﯿﻦ آﺑﺎد و أورا ﺗﺒﮫ و ﻛﻮﻟﯿﺎب،.ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ
و اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮭﺎ ﻟﻠﻤﻮاءﻣﺔ ﺑﯿﻦ ھﻮﯾﺘﮭﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ و ﺑﯿﻦ اﻟﮭﻮﯾﺔ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ
اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ.
و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻓﻜﺎرا ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﻻ أﻧﮫ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺄدﻟﺠﺘﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن دور
اﻷﻗﻠﯿﺎت اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻷوزﺑﻚ و اﻟﺘﺮﻛﻤﺎن و اﻟﻜﺰخ و ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﻹﻧﺘﺎج
و ﺗﻄﻮﯾﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻤﮫ ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﻧﺸﺄة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
اﻟﮭﻨﺪو-أوروﺑﯿﺔ و ھﺠﺮﺗﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﯿﺮ اھﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺎﻓﯿﺎ ﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺄﺻﻮل اﻵرﯾﯿﻦ ﻛﺘﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﮭﻢ ظﮭﺮوا أوﻻ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻷوراﺳﻲ ﺛﻢ ھﺎﺟﺮوا إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب.
ﯾﺨﺎطﺐ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب
ﺟﻤﮭﻮرا ﻋﺮﯾﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﺑﻤﻦ ﻓﯿﮭﻢ اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ و اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و
اﻟﻤﺆرﺧﯿﻦ و ﻣﺆرﺧﻲ اﻟﻔﻦ. و ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻓﮭﻢ ﺟﻮھﺮ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻤﻖ ﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪاول
اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﯿﺔ و اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت و اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺪرﺟﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ.
ﻣﻮﺧﯿﻤﻮﻓﺎ ﺳﺎودات
ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة
ﯾﻀﻢ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ
ﺑﯿﻦ طﯿﺎﺗﮫ ﻣﺴﺮدا ﻟﻠﻤﺮاﺟﻊ و ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت و دﻟﯿﻞ ﺗﻮﺿﯿﺤﻲ و ﻣﻠﺤﻖ. و ﯾﺴﺘﮭﻞ اﻟﻜﺘﺎب
ﺑﺎﺳﺘﻜﺸﺎف ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن و ﯾﻐﻄﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻣﻦ
اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. و ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺑﺤﺜﮫ وﻓﻘﺎ ﻻﻋﺘﻘﺎده ﺑﺄن
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ھﻮﯾﺘﮭﺎ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻣﻨﺬ اﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﻲ.
ﻟﺬﻟﻚ ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺪن و ﻋﻤﺎرة ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ و ﯾﺪرﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﺗَﻜَﻮﱡن اﻟﺤﻀﺎرة اﻵرﯾﺔ
و ﻧﺸﺄة ﻣﺸﮭﺪ ﻋﻤﺮاﻧﻲ ﻣﺘﻐﯿﺮ آﻣﻼ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن ﺿﻤﻦ ﺳﯿﺎق ﺗﺎرﯾﺨﻲ ﯾﻤﺘﺪ ﻵﻻف اﻟﺴﻨﯿﻦ.
و ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ھﺠﺮة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﮭﻨﺪو-أورﺑﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ و اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ
و اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺤﻀﺮي ﻟﺒﻠﺪان
آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. و ﯾﺮﺟﻊ ﻣﻘﯿﻤﻮف أﺻﻞ اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ و اﻟﻄﺎﺟﯿﻚ إﻟﻰ اﻵرﯾﯿﻦ ﻣﻌﺘﺒﺮا أن ظﺎھﺮة اﻟﺘﻄﻮر
اﻟﺤﻀﺮي ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ھﻲ ظﺎھﺮة ذات أﺻﻞ آري. و ﻹﺛﺒﺎت ھﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ،
ﻻ ﯾﻘﯿﺪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺤﺪود دوﻟﺔ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ و إﻧﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺤﺪود
اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﺑﻘﺎﻋﺎ أﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﯿﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول اﻷﺳﺎطﯿﺮ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ
و ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪﯾﻦ ﺛﻢ ﯾﻨﺘﻘﻞ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺪن اﻟﺒﺎﻛﺮة و ﺗﺸﻜﻠﮭﺎ و ﯾﺸﺮح آﻟﯿﺎت اﻟﺘﻤﺪن
اﻟﻤﻌﻘﺪة اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪﺗﮭﺎ ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﻤﺪن ﻣﺜﻞ أﻟﺘﯿﻦ دﺑﮫ و ﺳﺮازم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺎت اﻟﻤﺤﺼﻨﺔ
ﻣﺜﻞ ﻣﺎرﻏﯿﺎﻧﺎ (ﻣﺮو) و ﺑﺎﺧﺘﺮا. و إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻐﻄﻲ أﯾﻀﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ و
اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ.
و ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻄﯿﺔ اﻟﻤﺆﻟﻒ
اﻟﻤﻮﺳﻌﺔ ﻟﻠﻔﺘﺮات اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ و ﻟﻠﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ طﺮأت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻌﻤﺎرة و اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﺗﺒﺎﻋﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺘﮭﺎ ﻛﻜﯿﺎن ﻣﺘﺮاﺑﻂ ﯾﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﻟﺸﺮح اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، إﻻ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﻰ اﻟﻤﻼﻣﺢ اﻟﻔﺮدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﯿﺰ ﺑﻠﺪاﻧﺎ ﺑﻌﯿﻨﮭﺎ
دون أﺧﺮى. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺧﯿﺮ ﻓﯿﺘﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺪن اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﯿﺔ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ، دوﺷﻨﺒﮫ
و ﻟﯿﻨﯿﻦ آﺑﺎد و أورا ﺗﺒﮫ و ﻛﻮﻟﯿﺎب،.ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ
و اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮭﺎ ﻟﻠﻤﻮاءﻣﺔ ﺑﯿﻦ ھﻮﯾﺘﮭﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ و ﺑﯿﻦ اﻟﮭﻮﯾﺔ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ
اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ.
و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻓﻜﺎرا ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﻻ أﻧﮫ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺄدﻟﺠﺘﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن دور
اﻷﻗﻠﯿﺎت اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻷوزﺑﻚ و اﻟﺘﺮﻛﻤﺎن و اﻟﻜﺰخ و ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﻹﻧﺘﺎج
و ﺗﻄﻮﯾﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻤﮫ ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﻧﺸﺄة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
اﻟﮭﻨﺪو-أوروﺑﯿﺔ و ھﺠﺮﺗﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﯿﺮ اھﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺎﻓﯿﺎ ﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺄﺻﻮل اﻵرﯾﯿﻦ ﻛﺘﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﮭﻢ ظﮭﺮوا أوﻻ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻷوراﺳﻲ ﺛﻢ ھﺎﺟﺮوا إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب.
ﯾﺨﺎطﺐ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب
ﺟﻤﮭﻮرا ﻋﺮﯾﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﺑﻤﻦ ﻓﯿﮭﻢ اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ و اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و
اﻟﻤﺆرﺧﯿﻦ و ﻣﺆرﺧﻲ اﻟﻔﻦ. و ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻓﮭﻢ ﺟﻮھﺮ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻤﻖ ﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪاول
اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﯿﺔ و اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت و اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺪرﺟﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ.
ﻣﻮﺧﯿﻤﻮﻓﺎ ﺳﺎودات
ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة