ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻨﺴﯿﺞ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ أﻧﻘﺮة و اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﺧﺘﯿﺎرھﺎ
ﻛﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ، و ﺗﺘﺒﻊ ﻓﯿﮫ ﻣﻨﮭﺠﺎ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﯾﻮاﺋﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻮم
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ و ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺪن ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﯿﯿﻢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻛﻤﻔﮭﻮم ﺳﯿﺎﺳﻲ، ﺣﯿﺚ ﺗﺮى أن ھﻨﺎك
ارﺗﺒﺎطﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ أﻧﻘﺮة و ﺑﯿﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ.
ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﻮﻟﺖ أﻧﻘﺮة إﻟﻰ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺗﻤﺖ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎﺋﮭﺎ وﻓﻖ ﺗﺼﻤﯿﻢ ﺗﻢ وﺿﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء
ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق. و ﻣﻦ أﺟﻞ ھﺬا اﻟﻐﺮض ﻓﻘﺪ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٢٧ ﺷﺎرك ﻓﯿﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺼﻤﻤﯿﻦ أﺟﺎﻧﺐ
ﻣﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﺘﺼﻤﯿﻢ اﻟﻤﺪن و ذﻟﻚ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﻗﺪﻣﺘﮭﺎ ﻟﮭﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. و ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٢٩ ﻓﺎز اﻟﺒﺮوﻓﺴﻮر
ھﯿﺮﻣﺎن ﯾﺎﻧﺴﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻢ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٣٢ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﺨﻄﻂ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ
اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﺼﻤﯿﻤﮫ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ وﺿﻌﮫ ﻗﯿﺪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ. إﻻ أﻧﮫ ﺗﻢ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﯾﺎﻧﺴﻦ ﺑﺎﻛﺮا ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺮوع
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٣٩ و إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﯾﻼت ﻋﺪﯾﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮﺣﮫ.
ﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﻮﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ
أﻧﻘﺮة، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﻓﺘﻌﺮض ﺑﻌﺾ
اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﻨﮭﺠﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﺘﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ
ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﮫ. و ﯾﺘﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻷوﻟﻲ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎء ﻣﺪﯾﻨﺔ
أﻧﻘﺮة و أھﻤﯿﺔ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺪﻋﺖ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﯿﻂ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷﺮح ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ و ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺧﺘﯿﺎر ﻣﺸﺮوع ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ. إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺗﻘﻮم ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ اﻷطﺮاف اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ (ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ و ﺗﻘﻨﯿﯿﻦ و رﺟﺎل
دوﻟﺔ و ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص) ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ﻟﻤﺸﺮوع ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺗﻨﻔﯿﺬه،
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ أﺛﻨﺎء ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ. و ﯾﺘﻢ ﺗﻘﯿﯿﻢ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ
وﻓﻖ أرﺑﻌﺔ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ و اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ و ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﺘﻤﺘﻊ
ﺑﺎﻟﻤﺮوﻧﺔ. و ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﺗﻠﺠﺄ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻧﺠﺎح اﻟﻤﺸﺮوع و ﺗﺘﺠﮫ ﻓﻲ ھﺬا
اﻟﺴﯿﺎق إﻟﻰ اﻟﻘﻮل أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﺸﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ أﻧﻘﺮة، إﻻ أﻧﮫ و
ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﺗﺄﺳﯿﺲ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ.
و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺘﻨﺒﮫ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﺮة
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﻜﺘﺎب. إﻻ أﻧﮫ و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺎھﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻤﺪن
و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﺒﺎع أﺳﻠﻮب ﯾﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎن ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻌﺮﻓﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺗﺤﻠﯿﻞ
ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ ﺣﺎز ﺳﻨﺔ ١٩٩١ﻋﻠﻰ
ﺟﺎﺋﺰة ﯾﻮﻧﺲ ﻧﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و ھﻲ أﻛﺜﺮ ﺟﺎﺋﺰة ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ.
ﻋﻠﻲ ﺳﺮدار
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺴﯿﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺎﺗﺮ
ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻨﺴﯿﺞ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ أﻧﻘﺮة و اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﺧﺘﯿﺎرھﺎ
ﻛﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ، و ﺗﺘﺒﻊ ﻓﯿﮫ ﻣﻨﮭﺠﺎ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﯾﻮاﺋﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻮم
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ و ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺪن ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﯿﯿﻢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻛﻤﻔﮭﻮم ﺳﯿﺎﺳﻲ، ﺣﯿﺚ ﺗﺮى أن ھﻨﺎك
ارﺗﺒﺎطﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ أﻧﻘﺮة و ﺑﯿﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ.
ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﻮﻟﺖ أﻧﻘﺮة إﻟﻰ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺗﻤﺖ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎﺋﮭﺎ وﻓﻖ ﺗﺼﻤﯿﻢ ﺗﻢ وﺿﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء
ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق. و ﻣﻦ أﺟﻞ ھﺬا اﻟﻐﺮض ﻓﻘﺪ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٢٧ ﺷﺎرك ﻓﯿﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺼﻤﻤﯿﻦ أﺟﺎﻧﺐ
ﻣﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﺘﺼﻤﯿﻢ اﻟﻤﺪن و ذﻟﻚ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﻗﺪﻣﺘﮭﺎ ﻟﮭﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. و ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٢٩ ﻓﺎز اﻟﺒﺮوﻓﺴﻮر
ھﯿﺮﻣﺎن ﯾﺎﻧﺴﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻢ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٣٢ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﺨﻄﻂ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ
اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﺼﻤﯿﻤﮫ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ وﺿﻌﮫ ﻗﯿﺪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ. إﻻ أﻧﮫ ﺗﻢ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﯾﺎﻧﺴﻦ ﺑﺎﻛﺮا ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺮوع
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٣٩ و إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﯾﻼت ﻋﺪﯾﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮﺣﮫ.
ﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﻮﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ
أﻧﻘﺮة، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﻓﺘﻌﺮض ﺑﻌﺾ
اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﻨﮭﺠﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﺘﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ
ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﮫ. و ﯾﺘﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻷوﻟﻲ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎء ﻣﺪﯾﻨﺔ
أﻧﻘﺮة و أھﻤﯿﺔ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺪﻋﺖ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﯿﻂ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷﺮح ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ و ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺧﺘﯿﺎر ﻣﺸﺮوع ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ. إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺗﻘﻮم ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ اﻷطﺮاف اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ (ﻣﻦ ﻣﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ و ﺗﻘﻨﯿﯿﻦ و رﺟﺎل
دوﻟﺔ و ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص) ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ﻟﻤﺸﺮوع ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺗﻨﻔﯿﺬه،
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ أﺛﻨﺎء ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ. و ﯾﺘﻢ ﺗﻘﯿﯿﻢ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ
وﻓﻖ أرﺑﻌﺔ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ و اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ و ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﺘﻤﺘﻊ
ﺑﺎﻟﻤﺮوﻧﺔ. و ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﺗﻠﺠﺄ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻧﺠﺎح اﻟﻤﺸﺮوع و ﺗﺘﺠﮫ ﻓﻲ ھﺬا
اﻟﺴﯿﺎق إﻟﻰ اﻟﻘﻮل أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﺸﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ أﻧﻘﺮة، إﻻ أﻧﮫ و
ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﺗﺄﺳﯿﺲ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ.
و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺘﻨﺒﮫ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﺮة
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﻜﺘﺎب. إﻻ أﻧﮫ و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺎھﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻤﺪن
و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﺒﺎع أﺳﻠﻮب ﯾﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎن ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻌﺮﻓﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺗﺤﻠﯿﻞ
ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ ﺣﺎز ﺳﻨﺔ ١٩٩١ﻋﻠﻰ
ﺟﺎﺋﺰة ﯾﻮﻧﺲ ﻧﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و ھﻲ أﻛﺜﺮ ﺟﺎﺋﺰة ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ.
ﻋﻠﻲ ﺳﺮدار
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺴﯿﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺎﺗﺮ