ﯾﻤﺘﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﯿﻦ، ﺣﯿﺚ ﯾﺘﺤﺪث أوﻟﮭﻤﺎ
ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ ﺳﻨﺔ ٣٣٢ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﯿﻼد و ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﻋﮭﺪ ازدھﺎر ﻟﮭﺎ
و ﺑﺪاﯾﺔ ﻋﺼﺮ اﻻﻧﺤﺪار ﺳﻨﺔ ١٤٢١. أﻣﺎ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﯿﺘﻨﺎول ﺣﻀﺎرة ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺑﯿﺌﺘﮭﺎ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻀﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﺎرة ﺣﺮﺑﯿﺔ و دﯾﻨﯿﺔ و ﻣﺪﻧﯿﺔ، ﻟﯿﺨﺘﺘﻢ
اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ.
و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﻘﺪﻣﮫ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻟﻤﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺦ
اﻟﻄﻮﯾﻞ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ اﻟﻜﺎﺗﺐ
إﻟﻰ ﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ إﻟﻰ ﻓﺘﺮات زﻣﻨﯿﺔ ﺗﻢ ﻓﯿﮭﺎ اﺗﺒﺎع اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﺑﺪءا ﺑﻔﺘﺮة ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
و ﻣﺮورا ﺑﺎﻟﺤﻘﺒﺎت اﻷﻣﻮﯾﺔ و اﻟﻌﺒﺎﺳﯿﺔ و اﻟﻔﺎطﻤﯿﺔ و اﻷﯾﻮﺑﯿﺔ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻋﺼﺮ اﻻﻧﺤﺪار. و
ھﺬا ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ و أھﻢ أﺣﺪاﺛﮭﺎ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ.
و ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت
ﺳﺮدا وﺻﻔﯿﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻓﯿﮫ ﻋﻠﻰ أھﻢ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ
اﻹﺳﻼﻣﻲ، و ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ و اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﺑﻤﺎ
ﺗﻀﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺪور اﻟﺨﺎﺻﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪھﺎ
اﻟﻜﺎﺗﺐ و اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﺎﻟﺴﮭﻮﻟﺔ و اﻟﻮﺿﻮح، و ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻘﺮاء ﻏﯿﺮ
اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ.
و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﯿﺎم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أھﻤﯿﺔ
اﻹرث اﻟﺤﻀﺎري اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻺﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺜﺎﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺎﻧﻰ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻜﺘﺎب، و
ﻣﻦ أھﻤﮭﺎ اﻓﺘﻘﺎره ﻟﻠﺼﻮر اﻟﺘﻮﺿﯿﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻐﻨﻲ اﻟﻌﻤﻞ و ﺗﺰود اﻟﻘﺎرئ ﺑﺎﻧﻄﺒﺎع
أﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. إﻻ أﻧﮫ و ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ إﺛﺎرة اھﺘﻤﺎم اﻟﻘﺎرئ
ﺑﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﻨﻰ اﻟﺤﻀﺎري ﻟﮭﺬا اﻹرث اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺑﺤﺚ ذي ﻧﻮﻋﯿﺔ ﺟﯿﺪة و
ﻓﻜﺮة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺣﻀﺎرﺗﮭﺎ.
ﯾﻤﺘﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﯿﻦ، ﺣﯿﺚ ﯾﺘﺤﺪث أوﻟﮭﻤﺎ
ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ ﺳﻨﺔ ٣٣٢ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﯿﻼد و ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﻋﮭﺪ ازدھﺎر ﻟﮭﺎ
و ﺑﺪاﯾﺔ ﻋﺼﺮ اﻻﻧﺤﺪار ﺳﻨﺔ ١٤٢١. أﻣﺎ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﯿﺘﻨﺎول ﺣﻀﺎرة ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺑﯿﺌﺘﮭﺎ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻀﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﺎرة ﺣﺮﺑﯿﺔ و دﯾﻨﯿﺔ و ﻣﺪﻧﯿﺔ، ﻟﯿﺨﺘﺘﻢ
اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ.
و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﻘﺪﻣﮫ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻟﻤﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺦ
اﻟﻄﻮﯾﻞ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ اﻟﻜﺎﺗﺐ
إﻟﻰ ﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ إﻟﻰ ﻓﺘﺮات زﻣﻨﯿﺔ ﺗﻢ ﻓﯿﮭﺎ اﺗﺒﺎع اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﺑﺪءا ﺑﻔﺘﺮة ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
و ﻣﺮورا ﺑﺎﻟﺤﻘﺒﺎت اﻷﻣﻮﯾﺔ و اﻟﻌﺒﺎﺳﯿﺔ و اﻟﻔﺎطﻤﯿﺔ و اﻷﯾﻮﺑﯿﺔ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻋﺼﺮ اﻻﻧﺤﺪار. و
ھﺬا ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ و أھﻢ أﺣﺪاﺛﮭﺎ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ.
و ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت
ﺳﺮدا وﺻﻔﯿﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻓﯿﮫ ﻋﻠﻰ أھﻢ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ
اﻹﺳﻼﻣﻲ، و ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ و اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﺑﻤﺎ
ﺗﻀﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺪور اﻟﺨﺎﺻﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪھﺎ
اﻟﻜﺎﺗﺐ و اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﺎﻟﺴﮭﻮﻟﺔ و اﻟﻮﺿﻮح، و ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻘﺮاء ﻏﯿﺮ
اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ.
و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﯿﺎم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أھﻤﯿﺔ
اﻹرث اﻟﺤﻀﺎري اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻺﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺜﺎﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺎﻧﻰ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻜﺘﺎب، و
ﻣﻦ أھﻤﮭﺎ اﻓﺘﻘﺎره ﻟﻠﺼﻮر اﻟﺘﻮﺿﯿﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻐﻨﻲ اﻟﻌﻤﻞ و ﺗﺰود اﻟﻘﺎرئ ﺑﺎﻧﻄﺒﺎع
أﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. إﻻ أﻧﮫ و ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ إﺛﺎرة اھﺘﻤﺎم اﻟﻘﺎرئ
ﺑﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﻨﻰ اﻟﺤﻀﺎري ﻟﮭﺬا اﻹرث اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺑﺤﺚ ذي ﻧﻮﻋﯿﺔ ﺟﯿﺪة و
ﻓﻜﺮة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺣﻀﺎرﺗﮭﺎ.