ﯾﺘﺤﺪث ھﺬان اﻟﻤﺠﻠﺪان ﻋﻦ اﻟﺠﺰر اﻟﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﺮﻣﺮة و اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﺒّﺎرات. و ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺤﺎذي ﺳﺖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷﻧﺎﺿﻮﻟﻲ- و ھﻲ ﺟﺰر ﻛﯿﻨﺎﻟﻲ (ﺑﺮوﺗﻲ) و ﺑﻮرﻏﺎز (أﻧﺘﯿﻐﻮن) و ھﯿﺒﻠﻲ (ھﺎﻟﻜﯿﺲ) و ﺑﻮﯾﻮﻛﺎدا (ﺑﺮﯾﻨﻜﯿﺒﻮ) و ﺗﺎﻓﺸﻨﺪاﺳﻲ (ﻧﯿﺎﻧﺪروس) و ﻛﺎﺷﯿﻜﺎداﺳﻲ (ﺑﯿﺘﺎ)- ﺗﺒﺘﻌﺪ اﻟﺜﻼث اﻷﺧﺮى ﺳﯿﺪﯾﻔﺎداﺳﻲ (ﺗﯿﺮﯾﻔﯿﻨﺘﻮس) و ﯾﺎﺳﯿﺎدا (ﺑﻼﺗﻲ) و
ﺳﯿﻔﺮﯾﺎدا (أوﻛﺎﺳﯿﺎ) ﻗﻠﯿﻼ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ
و ﺑﻌﺪ أن ﯾﻘﺪم اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﻟﻠﺠﺰر و أﺳﻤﺎﺋﮭﺎ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ، ﯾﺴﺘﻌﺮض ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ اﻹداري و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ و اﻟﻤﻌﻤﺎري و اﻻﻗﺘﺼﺎدي. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ اﻟﻨﻘﻞ و ﻣﺮاﻓﻖ اﻻﺗﺼﺎﻻت و اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﯿﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ و اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺠﺰر. و ﯾﺴﺘﺨﺪم اﻟﻜﺎﺗﺐ وﺳﺎﺋﻞ إﯾﻀﺎﺣﯿﺔ ﻏﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎت ﻟﻠﺠﺰر و ﺧﺮاﺋﻂ و ﺳﻜﺘﺸﺎت و ﻟﻮﺣﺎت ﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ ﻋﺪة و ﺻﻮر ﻣﻦ ﻣﮭﺮﺟﺎﻧﺎت و ﻣﻌﺎرض، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺻﻮر ﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ﻣﺸﮭﻮرﯾﻦ و ﻓﻨﺎﻧﯿﻦ ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻼﺗﮭﻢ.
ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﯾﻌﺮض اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺮاﺟﻊ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻮطﺎت ﻋﺜﻤﺎﻧﯿﺔ و ﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرﻣﯿﻨﯿﺔ و اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ و اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ و اﻹﯾﻄﺎﻟﯿﺔ و اﻷﻟﻤﺎﻧﯿﺔ. و ﻗﺪ وردت اﻟﻤﺨﻄﻮطﺎت اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﻄﺒﻌﺘﮭﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﮭﺎ، ﻛﻤﺎ ورد اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﻜﺘﺎب.
ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻌﻮد اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺄة اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و ھﯿﻜﻠﯿﺘﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ و ﺷﺮوط ﻣﻨﺢ اﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ ﻹﻧﺸﺎء اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ، و ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺘﻌﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺰر.
ﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺴﺘﻘﺎة ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻣﻦ أﻧﺎس ﻟﻌﺒﻮا دورا رﯾﺎدﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰر. ﻓﻔﻲ اﻟﻌﮭﺪ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ رﺧﺼﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺴﻜﺎن اﻟﺠﺰر اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ﺑﺘﻌﺎطﻲ اﻟﺘﺠﺎرة و إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ، و ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ و اﻟﻤﺮاﺳﻼت ذات اﻟﺼﻠﺔ، و وردت ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺗﮭﺎ. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻧﺠﺪ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت ﻣﻦ ﻓﻨﺎﻧﯿﻦ و ﻣﮭﻨﺪﺳﯿﻦ ﻣﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ و ﻣﺴﺎﻓﺮﯾﻦ آﺧﺮﯾﻦ.
و ﺑﺘﺼﻔﺤﻨﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻼﺣﻆ أﻧﮫ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرة و وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ؛ ﻓﻘﺪ اﺿﻄﻠﻊ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﻮن و اﻷرﻣﯿﻦ و اﻟﯿﮭﻮد ﺑﺪور ھﺎم ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ. و ﯾﺤﺘﻮي اﻟﻜﺘﺎب أﯾﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺛﺮﯾﺔ و اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻟﻠﺠﺰر، ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻮاھﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﺣﺮﻛﺎت اﻹﺻﻼح اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺎرة و ﻓﻲ ﻧﻤﻂ ﺣﯿﺎة ھﺬه اﻟﺠﺰر.
و ﻗﺪ ﻛﺮّس اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﮫ ﻟﻠﻌﻤﺎرة اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻤﯿﻦ: دﯾﻨﯿﺔ و ﻣﺪﻧﯿﺔ؛ ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺑﺪورھﺎ إﻟﻰ ﺻﻨﻔﯿﻦ: إﺳﻼﻣﯿﺔ و ﻏﯿﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ. و ﯾﻌﻄﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺠﺰر ﻣﺮﺗﺒﺎ إﯾﺎھﺎ أﺑﺠﺪﯾﺎ، ﻛﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻦ ﻣﺬﻛﺮات ﺑﻌﺾ اﻷوروﺑﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻷوﺳﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﻛﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ إﻟﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﺑﻮﯾﻮﻛﺎدا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺘّﺎب اﻷﺗﺮاك اﻟﺬﯾﻦ وﻟﺪوا ﺧﻼل اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ.
و ﻣﻊ أن اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ﻗﺪ ﻛُ ﺘِﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر أﺻﻠﯿﺔ إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﻮم داﺋﻤﺎ ﺑﺘﺤﻠﯿﻠﮭﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ. ﻓﯿﺸﺘﻤﻞ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻛﺎﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ و ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ إﺷﻌﺎرات ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﻈﮭﺮ ﺗﺮﺷﺢ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻤﻨﺼﺐ رﺋﯿﺲ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺳﻨﺔ ١٩٨٩اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ. و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﺒﻘﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺮﺟﻌﺎ ﺟﯿﺪا ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻮدون اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﺰر، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺘﺎرﯾﺨﮭﺎ اﻟﻤﻌﻤﺎري.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺎدل ﻻﻏﺔ
ﯾﺘﺤﺪث ھﺬان اﻟﻤﺠﻠﺪان ﻋﻦ اﻟﺠﺰر اﻟﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﺮﻣﺮة و اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﺒّﺎرات. و ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺤﺎذي ﺳﺖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷﻧﺎﺿﻮﻟﻲ- و ھﻲ ﺟﺰر ﻛﯿﻨﺎﻟﻲ (ﺑﺮوﺗﻲ) و ﺑﻮرﻏﺎز (أﻧﺘﯿﻐﻮن) و ھﯿﺒﻠﻲ (ھﺎﻟﻜﯿﺲ) و ﺑﻮﯾﻮﻛﺎدا (ﺑﺮﯾﻨﻜﯿﺒﻮ) و ﺗﺎﻓﺸﻨﺪاﺳﻲ (ﻧﯿﺎﻧﺪروس) و ﻛﺎﺷﯿﻜﺎداﺳﻲ (ﺑﯿﺘﺎ)- ﺗﺒﺘﻌﺪ اﻟﺜﻼث اﻷﺧﺮى ﺳﯿﺪﯾﻔﺎداﺳﻲ (ﺗﯿﺮﯾﻔﯿﻨﺘﻮس) و ﯾﺎﺳﯿﺎدا (ﺑﻼﺗﻲ) و
ﺳﯿﻔﺮﯾﺎدا (أوﻛﺎﺳﯿﺎ) ﻗﻠﯿﻼ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ
و ﺑﻌﺪ أن ﯾﻘﺪم اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﻟﻠﺠﺰر و أﺳﻤﺎﺋﮭﺎ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ، ﯾﺴﺘﻌﺮض ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ اﻹداري و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ و اﻟﻤﻌﻤﺎري و اﻻﻗﺘﺼﺎدي. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ اﻟﻨﻘﻞ و ﻣﺮاﻓﻖ اﻻﺗﺼﺎﻻت و اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﯿﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ و اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺠﺰر. و ﯾﺴﺘﺨﺪم اﻟﻜﺎﺗﺐ وﺳﺎﺋﻞ إﯾﻀﺎﺣﯿﺔ ﻏﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎت ﻟﻠﺠﺰر و ﺧﺮاﺋﻂ و ﺳﻜﺘﺸﺎت و ﻟﻮﺣﺎت ﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ ﻋﺪة و ﺻﻮر ﻣﻦ ﻣﮭﺮﺟﺎﻧﺎت و ﻣﻌﺎرض، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺻﻮر ﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ﻣﺸﮭﻮرﯾﻦ و ﻓﻨﺎﻧﯿﻦ ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻼﺗﮭﻢ.
ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﯾﻌﺮض اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺮاﺟﻊ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻮطﺎت ﻋﺜﻤﺎﻧﯿﺔ و ﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرﻣﯿﻨﯿﺔ و اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ و اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ و اﻹﯾﻄﺎﻟﯿﺔ و اﻷﻟﻤﺎﻧﯿﺔ. و ﻗﺪ وردت اﻟﻤﺨﻄﻮطﺎت اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﻄﺒﻌﺘﮭﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﮭﺎ، ﻛﻤﺎ ورد اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﻜﺘﺎب.
ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻌﻮد اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺄة اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و ھﯿﻜﻠﯿﺘﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ و ﺷﺮوط ﻣﻨﺢ اﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ ﻹﻧﺸﺎء اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ، و ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺘﻌﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺰر.
ﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺴﺘﻘﺎة ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻣﻦ أﻧﺎس ﻟﻌﺒﻮا دورا رﯾﺎدﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰر. ﻓﻔﻲ اﻟﻌﮭﺪ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ رﺧﺼﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺴﻜﺎن اﻟﺠﺰر اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ﺑﺘﻌﺎطﻲ اﻟﺘﺠﺎرة و إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ، و ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ و اﻟﻤﺮاﺳﻼت ذات اﻟﺼﻠﺔ، و وردت ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺗﮭﺎ. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻧﺠﺪ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت ﻣﻦ ﻓﻨﺎﻧﯿﻦ و ﻣﮭﻨﺪﺳﯿﻦ ﻣﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ و ﻣﺴﺎﻓﺮﯾﻦ آﺧﺮﯾﻦ.
و ﺑﺘﺼﻔﺤﻨﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻼﺣﻆ أﻧﮫ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرة و وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ؛ ﻓﻘﺪ اﺿﻄﻠﻊ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﻮن و اﻷرﻣﯿﻦ و اﻟﯿﮭﻮد ﺑﺪور ھﺎم ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ. و ﯾﺤﺘﻮي اﻟﻜﺘﺎب أﯾﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺛﺮﯾﺔ و اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻟﻠﺠﺰر، ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻮاھﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﺣﺮﻛﺎت اﻹﺻﻼح اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺎرة و ﻓﻲ ﻧﻤﻂ ﺣﯿﺎة ھﺬه اﻟﺠﺰر.
و ﻗﺪ ﻛﺮّس اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﮫ ﻟﻠﻌﻤﺎرة اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻤﯿﻦ: دﯾﻨﯿﺔ و ﻣﺪﻧﯿﺔ؛ ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺑﺪورھﺎ إﻟﻰ ﺻﻨﻔﯿﻦ: إﺳﻼﻣﯿﺔ و ﻏﯿﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ. و ﯾﻌﻄﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺠﺰر ﻣﺮﺗﺒﺎ إﯾﺎھﺎ أﺑﺠﺪﯾﺎ، ﻛﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻦ ﻣﺬﻛﺮات ﺑﻌﺾ اﻷوروﺑﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻷوﺳﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﻛﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ إﻟﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﺑﻮﯾﻮﻛﺎدا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺘّﺎب اﻷﺗﺮاك اﻟﺬﯾﻦ وﻟﺪوا ﺧﻼل اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ.
و ﻣﻊ أن اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ﻗﺪ ﻛُ ﺘِﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر أﺻﻠﯿﺔ إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﻮم داﺋﻤﺎ ﺑﺘﺤﻠﯿﻠﮭﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ. ﻓﯿﺸﺘﻤﻞ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻛﺎﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ و ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ إﺷﻌﺎرات ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﻈﮭﺮ ﺗﺮﺷﺢ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻤﻨﺼﺐ رﺋﯿﺲ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺳﻨﺔ ١٩٨٩اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ. و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﺒﻘﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺮﺟﻌﺎ ﺟﯿﺪا ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻮدون اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﺰر، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺘﺎرﯾﺨﮭﺎ اﻟﻤﻌﻤﺎري.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺎدل ﻻﻏﺔ