ﯾﺘﻨﺎول ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب
ﺣﯿﺎة ﺷﺮﯾﻔﺠﺎن ﻣﺨﺪوم ﺳﺎدر زﯾﺎ (١٩٣٢-١٨٦٥) و أﻋﻤﺎﻟﮫ و ﻣﻜﺎﻧﺘﮫ و دوره ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻷدﺑﻲ
اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻔﺮارود الطاجيكي. و ﯾﮭﺪف اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺟﻤﮭﻮر واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء و ﯾﺘﻮﺟﮫ
ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة إﻟﻰ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎل اﻷدﺑﻲ و اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﺤﺜﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻷدﺑﻲ ﻟﻄﺎﺟﻜﺴﺘﺎن
ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺎت اﻟـﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ.
يناقش اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮي ﻟﺴﺎدر زﯾﺎ و اﻟﺴﯿﺎق اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ
اﻟﺬي ظﮭﺮ ﻓﯿﮫ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﺨﺎرى. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻄﺮق ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﮫ اﻟﻤﺒﺪع و ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ
ﺗﻄﻮر اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮي ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن ﺑﺸﻜﻞ أوﺳﻊ. و ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أن اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﮫ
ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮي ذو أھﻤﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ و ﯾﺆﻛﺪ اﻓﺘﻘﺎر اﻻدﻋﺎءات اﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ
ﻟﺬﻟﻚ ﻷي ﺳﻨﺪ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﯿﮫ.
لقد ﺗﻢ إﻧﺠﺎز ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ إﺻﺪاره ﻣﺆﺧﺮا ﻣﻦ ﻣﻨﺸﻮرات
أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن و ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻣﻲ ٢٠٠١ و ٢٠٠٣ ﻛﻜﺘﺎب اس. ﺗﺎﺑﺎروﻓﺎ و ﻛﺘﺎب آﺧﺮ
ﻗﺎم ﺑﺘﺄﻟﯿﻔﮫ آر. ﻣﺎﺳﻮف و ﯾﺤﻤﻞ اﺳﻢ »إرث ﺣﻜﻢ ﻣﺎﻧﻐﯿﺖ«. و ﺣﺴﺐ ﺷﺎﻛﻮري ﻓﺈن ﻣﺆﻟﻔﻲ ھﺬﯾﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﻦ
ﻟﻢ ﯾﻜﺘﻔﯿﺎ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎد ﺳﺎدر زﯾﺎ دون اﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ أي أﺳﺎس ﻣﻘﻨﻊ و ﻟﻢ ﯾﻘﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﺗﺸﻮﯾﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ
اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﮫ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب و اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ، ﺑﻞ ﻗﺪ ذھﺒﺎ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﯾﻀﺎ
ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ آراء ﺗﻌﺴﻔﯿﺔ إزاء ھﺬا اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺬاﺋﻊ اﻟﺼﯿﺖ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ.
و ﯾﺆﻛﺪ أﯾﻀﺎ أن ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻛﺎن ﺑﺎﺣﺜﺎ طﺎﺟﯿﻜﯿﺎ ﻣﺮﻣﻮﻗﺎ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺘﻜﺮﯾﺲ ﺟﻞّ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ
اﻟﻌﺪاﻟﺔ و اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﮭﺬا اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﺸﮭﻮر
ھﻲ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻟﺘﺄﻟﯿﻒ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب.
و ﯾﺒﯿﻦ ﺷﺎﻛﻮري أھﻤﯿﺔ ﻣﻨﺎظﺮات ﺳﺎدر زﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى و اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ
اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺜﻘﻔﯿﻦ ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن ﻣﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ و ﺷﻌﺮاء و ﻛﺘﺎب ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺪراﺳﺔ أﺷﻌﺎر
طﺎﺟﯿﻜﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻷدﺑﺎء طﺎﺟﯿﻚ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺷﺎھﯿﻦ و أﺣﻤﺪي داﻧﯿﺶ. و ﻗﺪ ﺑﺮز ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺤﻠﻘﺎت
ﺷﻌﺮاء طﺎﺟﯿﻚ ﺷﺒﺎب ﻣﺜﻞ أﯾﻨﻲ و ﻣﻨﻈﻢ و ﺣﻤﺪي اﻟﺬﯾﻦ أﻛﺪ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻣﺜﻞ ﺳﺎدرﯾﻨﺎم أﯾﻨﻲ و ﺑﺸﻜﻞ
ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ ھﺬه اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت. و ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻠﺪور اﻟﮭﺎم اﻟﺬي ﻟﻌﺒﮫ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺎت
ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺖ ﺗﺴﻤﯿﺘﮭﺎ ﺑﺎﺳﻢ "ﻣﺪرﺳﺔ اﻷدب اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ" و اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ اﻟﻤﻔﻜﺮﯾﻦ
و اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻄﺎﺟﯿﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ و اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ زﻣﻨﮭﻢ.
ﻨﺎﻗﺶ ﺷﺎﻛﻮري اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﺟﮫ ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، و ﯾﻠﺤﻆ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﮫ زﯾﺎ "ﻟﺠﺪﯾﺪ" و ﻟﻐﯿﺮه ﻣﻦ
اﻟﻤﺼﻠﺤﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى آﻧﺬاك. ﻛﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮ أﯾﻀﺎ
ﻣﺴﺎھﻤﺔ ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى و ﯾﺼﻮره ﻛﻤﺼﻠﺢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و ﺳﯿﺎﺳﻲ.
و ﻣﻤﺎ ﯾﻤﯿﺰ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب و ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎرز ﺗﻘﺪﯾﻤﮫ وﺻﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻷﻋﻤﺎل ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻣﻊ ﻏﯿﺮھﺎ
ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﻋﻦ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷوﺳﻊ اﻟﺘﻲ ﺿﻤﺖ اﻟﺸﻌﺮاء و اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻄﺎﺟﯿﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺿﯿﻊ
ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ. إﻻ أﻧﮫ و ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ﻟﻢ ﯾﻘﻢ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺮاﺟﻊ ﻟﻠﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب.
أﺳﻜﺎرﺷﻮ ﻛﺎﻟﻮﻧﻮف
ﯾﺘﻨﺎول ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب
ﺣﯿﺎة ﺷﺮﯾﻔﺠﺎن ﻣﺨﺪوم ﺳﺎدر زﯾﺎ (١٩٣٢-١٨٦٥) و أﻋﻤﺎﻟﮫ و ﻣﻜﺎﻧﺘﮫ و دوره ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻷدﺑﻲ
اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻔﺮارود الطاجيكي. و ﯾﮭﺪف اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺟﻤﮭﻮر واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء و ﯾﺘﻮﺟﮫ
ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة إﻟﻰ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎل اﻷدﺑﻲ و اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﺤﺜﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻷدﺑﻲ ﻟﻄﺎﺟﻜﺴﺘﺎن
ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺎت اﻟـﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ.
يناقش اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮي ﻟﺴﺎدر زﯾﺎ و اﻟﺴﯿﺎق اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ
اﻟﺬي ظﮭﺮ ﻓﯿﮫ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﺨﺎرى. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻄﺮق ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﮫ اﻟﻤﺒﺪع و ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ
ﺗﻄﻮر اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮي ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن ﺑﺸﻜﻞ أوﺳﻊ. و ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أن اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﮫ
ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮي ذو أھﻤﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ و ﯾﺆﻛﺪ اﻓﺘﻘﺎر اﻻدﻋﺎءات اﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ
ﻟﺬﻟﻚ ﻷي ﺳﻨﺪ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﯿﮫ.
لقد ﺗﻢ إﻧﺠﺎز ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ إﺻﺪاره ﻣﺆﺧﺮا ﻣﻦ ﻣﻨﺸﻮرات
أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن و ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻣﻲ ٢٠٠١ و ٢٠٠٣ ﻛﻜﺘﺎب اس. ﺗﺎﺑﺎروﻓﺎ و ﻛﺘﺎب آﺧﺮ
ﻗﺎم ﺑﺘﺄﻟﯿﻔﮫ آر. ﻣﺎﺳﻮف و ﯾﺤﻤﻞ اﺳﻢ »إرث ﺣﻜﻢ ﻣﺎﻧﻐﯿﺖ«. و ﺣﺴﺐ ﺷﺎﻛﻮري ﻓﺈن ﻣﺆﻟﻔﻲ ھﺬﯾﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﻦ
ﻟﻢ ﯾﻜﺘﻔﯿﺎ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎد ﺳﺎدر زﯾﺎ دون اﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ أي أﺳﺎس ﻣﻘﻨﻊ و ﻟﻢ ﯾﻘﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﺗﺸﻮﯾﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ
اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﮫ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب و اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ، ﺑﻞ ﻗﺪ ذھﺒﺎ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﯾﻀﺎ
ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ آراء ﺗﻌﺴﻔﯿﺔ إزاء ھﺬا اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺬاﺋﻊ اﻟﺼﯿﺖ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ.
و ﯾﺆﻛﺪ أﯾﻀﺎ أن ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻛﺎن ﺑﺎﺣﺜﺎ طﺎﺟﯿﻜﯿﺎ ﻣﺮﻣﻮﻗﺎ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺘﻜﺮﯾﺲ ﺟﻞّ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ
اﻟﻌﺪاﻟﺔ و اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﮭﺬا اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﺸﮭﻮر
ھﻲ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻟﺘﺄﻟﯿﻒ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب.
و ﯾﺒﯿﻦ ﺷﺎﻛﻮري أھﻤﯿﺔ ﻣﻨﺎظﺮات ﺳﺎدر زﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى و اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ
اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺜﻘﻔﯿﻦ ﻓﻲ طﺎﺟﻜﺴﺘﺎن ﻣﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ و ﺷﻌﺮاء و ﻛﺘﺎب ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺪراﺳﺔ أﺷﻌﺎر
طﺎﺟﯿﻜﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻷدﺑﺎء طﺎﺟﯿﻚ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺷﺎھﯿﻦ و أﺣﻤﺪي داﻧﯿﺶ. و ﻗﺪ ﺑﺮز ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺤﻠﻘﺎت
ﺷﻌﺮاء طﺎﺟﯿﻚ ﺷﺒﺎب ﻣﺜﻞ أﯾﻨﻲ و ﻣﻨﻈﻢ و ﺣﻤﺪي اﻟﺬﯾﻦ أﻛﺪ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻣﺜﻞ ﺳﺎدرﯾﻨﺎم أﯾﻨﻲ و ﺑﺸﻜﻞ
ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ ھﺬه اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت. و ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻠﺪور اﻟﮭﺎم اﻟﺬي ﻟﻌﺒﮫ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺎت
ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺖ ﺗﺴﻤﯿﺘﮭﺎ ﺑﺎﺳﻢ "ﻣﺪرﺳﺔ اﻷدب اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ" و اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ اﻟﻤﻔﻜﺮﯾﻦ
و اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻄﺎﺟﯿﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ و اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ زﻣﻨﮭﻢ.
ﻨﺎﻗﺶ ﺷﺎﻛﻮري اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﺟﮫ ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، و ﯾﻠﺤﻆ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﮫ زﯾﺎ "ﻟﺠﺪﯾﺪ" و ﻟﻐﯿﺮه ﻣﻦ
اﻟﻤﺼﻠﺤﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى آﻧﺬاك. ﻛﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮ أﯾﻀﺎ
ﻣﺴﺎھﻤﺔ ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﺨﺎرى و ﯾﺼﻮره ﻛﻤﺼﻠﺢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و ﺳﯿﺎﺳﻲ.
و ﻣﻤﺎ ﯾﻤﯿﺰ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب و ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎرز ﺗﻘﺪﯾﻤﮫ وﺻﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻷﻋﻤﺎل ﺳﺎدر زﯾﺎ ﻣﻊ ﻏﯿﺮھﺎ
ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﻋﻦ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷوﺳﻊ اﻟﺘﻲ ﺿﻤﺖ اﻟﺸﻌﺮاء و اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻄﺎﺟﯿﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺿﯿﻊ
ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ. إﻻ أﻧﮫ و ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ﻟﻢ ﯾﻘﻢ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺮاﺟﻊ ﻟﻠﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب.
أﺳﻜﺎرﺷﻮ ﻛﺎﻟﻮﻧﻮف