ﯾﺮﻣﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﺮاء ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ
اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﮭﺎﺑﺎد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إطﻼﻋﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻜُﺘّﺎب واﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ
ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. و ﯾﺒﺪأ ﺳﺮد اﻷﺣﺪاث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ
ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺎه اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ اﻟﺼﻔﻮي ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ ١٣٣٢ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻟﺴﻨﺔ
١٩٦٣ ﻣﯿﻼدﯾﺔ. و ﯾﺮﺗﺒﻂ اﻟﺴﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻟﮭﺬه اﻷﺣﺪاث ارﺗﺒﺎطﺎ وﺛﯿﻘﺎ ﺑﻤﺪن أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻣﺮاﻏﮫ
و ﻣﯿﺎﻧﺪوآب و ﺗﺒﺮﯾﺰ. و رﻏﻢ ﺗﺄﻛﯿﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﺗﺒﺎع أي أﺳﻠﻮب ﺗﺤﻠﯿﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ
و ﻓﻲ وﺟﮭﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ، إﻻ أﻧﮫ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﺑﻜﺘﺎب ﯾﺤﻤﻞ اﺳﻢ "آﻏﺎ، ﺷﯿﺦ
و دوﻟﺔ" و ھﻮ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ ﻣﺎرﺗﻦ ﻓﺎن ﺑﺮوﻧﯿﺴﻦ. و ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺮوﻧﯿﺴﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﻓﻘﺪ
ﻗﺎم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﺘﺴﻠﯿﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺮوف ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﻘﺤﻤﺔ ﺑﯿﻦ دوﻟﺘﯿﻦ ھﻤﺎ إﯾﺮان ﻣﻦ ﺟﮭﺔ و اﻹﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ
ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى. و ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ ھﺎﺗﺎن اﻟﺪوﻟﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﺾ
ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﯿﻦ أﻣﺮاء ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ و وﺟﮭﺎﺋﮭﺎ.
يركز اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول اﻷﺣﺪاث
اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ و ﯾﻌﺘﻤﺪﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر أﺻﻠﯿﺔ ﻗﺎم
ھﻮ ﺑﺘﺠﻤﯿﻌﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص ﺷﮭﺪوا وﻗﻮع ھﺬه اﻷﺣﺪاث. و ﺑﻌﺪ
ذﻟﻚ ﯾﻘﺪم اﺳﺘﻌﺮاﺿﺎ ﻓﺮﯾﺪا ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ أﺣﺎطﺖ ﺑﻨﺸﺄة ﺟﻤﻌﯿﺔ إﺣﯿﺎء ﻛﺮدﺳﺘﺎن و اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ
ﺑﺎﺳﻢ "ﮐﻮﻣﻮﻟﮫ ی ژﯾﺎﻧﮫ ﮐﻮرد" ﻛﻤﺎ ﯾﻤﺘﺪ ذﻟﻚ ﻟﯿﺸﻤﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ ھﺬه
اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ و ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام.
و ﻗﺪ ﺻﻮرت ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻣﮭﺎﺑﺎد ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة
اﻟﻘﺼﯿﺮة ﻛﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺜﺎﻟﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻲ ﺟﺰء ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺗﺤﺘﻮي
ﻋﻠﻰ ﺳﺮد ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺣﺪاث، و ﻗﺪ ﺳﺠﻞ ھﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت أﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ "ﮐﻮﻣﻮﻟﮫ ی ژﯾﺎﻧﮫ
ﮐﻮرد" و ھﻮ اﻟﻤﻼ ﻗﺎدر ﻣﺪرﺳﻲ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰء اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ ﻓﮭﻮ
ﯾﺸﻜﻞ أﻟﺒﻮﻣﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ١٠٠ ﺻﻔﺤﺔ ﺗﻢ ﻓﯿﮫ ذﻛﺮ أﺳﻤﺎء أﻏﻠﺐ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻈﮭﺮون ﻓﻲ اﻟﺼﻮر
اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ.
يعناى اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤﺮﯾﺮي،
ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻻ ﯾﺘﻢ اﺗﺒﺎع ﺗﺮﺗﯿﺐ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻷﺣﺪاث و اﻟﺮواﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻤﮭﺎ.
و ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﻜﺮرﻋﺪة رواﯾﺎت ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺗﺘﻨﺎول ﺣﺪﺛﺎ واﺣﺪا. و ﺗﺴﺒﺐ اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺎت
اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻸﺣﺪاث ﻓﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﻘﺎرئ ﯾﻔﻘﺪ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻨﺴﻖ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺎ ھﻮ ﻣﻜﺘﻮب، إذ
أن ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺎت ﯾﻤﺘﺪ طﻮﻟﮭﺎ ﻟﯿﺘﺠﺎوز ﻋﺸﺮات اﻟﺼﻔﺤﺎت. و ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺺ اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﻜﺘﺎب ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺛﺎﻧﻮﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﺟﺪر أن ﯾﺘﻢ وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ھﻮاﻣﺶ اﻟﺼﻔﺤﺎت. و ﺗﺘﻀﻤﻦ
اﻟﺴﯿﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻮﺟﮭﺎء اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻧﻤﺎذج ﻋﺪﯾﺪة ﻷﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﺮدﯾﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﺟﻤﺘﮭﺎ إﻟﻰ
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻔﺘﻘﺮ اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ أﯾﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻣﮭﺎﺑﺎد، و ﻛﺬﻟﻚ
ﻓﺈن اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ اﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻌﺎدات و اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ و اﻟﻤﻼﺑﺲ و اﻟﻄﻌﺎم و ﻏﯿﺮه
ﯾﺘﺴﻢ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎز اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻣﻤﺎ ﯾﺤﻮل دون إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ إﻓﺎدة اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻣﻨﮫ.
إن اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﺘﻢ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫ
ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ واﺟﮭﮭﺎ اﻷﻛﺮاد ﻓﻲ ﺳﯿﺮھﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
و ھﺬا ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ وﻗﻮﻋﮭﻢ ﺑﯿﻦ دوﻟﺘﯿﻦ ﻗﻮﯾﺘﯿﻦ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺼﺪرا
ھﺎﻣﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﯾﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻤﮭﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاع و اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ
ﺑﯿﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻹﺛﻨﯿﺔ و اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ. و ﯾﺘﻮﺟﮫ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ إﻟﻰ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻘﺮاء اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ و ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻏﺮب أذرﺑﯿﺠﺎن و ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮدﺳﺘﺎن إﯾﺮان.
اﯾﺮج اﺳﻤﺎﻋﯿﻠﭙﻮر ﻗﻮﭼﺎﻧﯽ
ﯾﺮﻣﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﺮاء ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ
اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﮭﺎﺑﺎد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إطﻼﻋﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻜُﺘّﺎب واﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ
ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. و ﯾﺒﺪأ ﺳﺮد اﻷﺣﺪاث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ
ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺎه اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ اﻟﺼﻔﻮي ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ ١٣٣٢ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻟﺴﻨﺔ
١٩٦٣ ﻣﯿﻼدﯾﺔ. و ﯾﺮﺗﺒﻂ اﻟﺴﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻟﮭﺬه اﻷﺣﺪاث ارﺗﺒﺎطﺎ وﺛﯿﻘﺎ ﺑﻤﺪن أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻣﺮاﻏﮫ
و ﻣﯿﺎﻧﺪوآب و ﺗﺒﺮﯾﺰ. و رﻏﻢ ﺗﺄﻛﯿﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﺗﺒﺎع أي أﺳﻠﻮب ﺗﺤﻠﯿﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ
و ﻓﻲ وﺟﮭﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ، إﻻ أﻧﮫ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﺑﻜﺘﺎب ﯾﺤﻤﻞ اﺳﻢ "آﻏﺎ، ﺷﯿﺦ
و دوﻟﺔ" و ھﻮ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ ﻣﺎرﺗﻦ ﻓﺎن ﺑﺮوﻧﯿﺴﻦ. و ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺮوﻧﯿﺴﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﻓﻘﺪ
ﻗﺎم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﺘﺴﻠﯿﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺮوف ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﻘﺤﻤﺔ ﺑﯿﻦ دوﻟﺘﯿﻦ ھﻤﺎ إﯾﺮان ﻣﻦ ﺟﮭﺔ و اﻹﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ
ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى. و ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ ھﺎﺗﺎن اﻟﺪوﻟﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﺾ
ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﯿﻦ أﻣﺮاء ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ و وﺟﮭﺎﺋﮭﺎ.
يركز اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول اﻷﺣﺪاث
اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ و ﯾﻌﺘﻤﺪﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر أﺻﻠﯿﺔ ﻗﺎم
ھﻮ ﺑﺘﺠﻤﯿﻌﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص ﺷﮭﺪوا وﻗﻮع ھﺬه اﻷﺣﺪاث. و ﺑﻌﺪ
ذﻟﻚ ﯾﻘﺪم اﺳﺘﻌﺮاﺿﺎ ﻓﺮﯾﺪا ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ أﺣﺎطﺖ ﺑﻨﺸﺄة ﺟﻤﻌﯿﺔ إﺣﯿﺎء ﻛﺮدﺳﺘﺎن و اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ
ﺑﺎﺳﻢ "ﮐﻮﻣﻮﻟﮫ ی ژﯾﺎﻧﮫ ﮐﻮرد" ﻛﻤﺎ ﯾﻤﺘﺪ ذﻟﻚ ﻟﯿﺸﻤﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ ھﺬه
اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ و ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام.
و ﻗﺪ ﺻﻮرت ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻣﮭﺎﺑﺎد ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة
اﻟﻘﺼﯿﺮة ﻛﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺜﺎﻟﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻲ ﺟﺰء ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺗﺤﺘﻮي
ﻋﻠﻰ ﺳﺮد ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺣﺪاث، و ﻗﺪ ﺳﺠﻞ ھﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت أﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ "ﮐﻮﻣﻮﻟﮫ ی ژﯾﺎﻧﮫ
ﮐﻮرد" و ھﻮ اﻟﻤﻼ ﻗﺎدر ﻣﺪرﺳﻲ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰء اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ ﻓﮭﻮ
ﯾﺸﻜﻞ أﻟﺒﻮﻣﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ١٠٠ ﺻﻔﺤﺔ ﺗﻢ ﻓﯿﮫ ذﻛﺮ أﺳﻤﺎء أﻏﻠﺐ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻈﮭﺮون ﻓﻲ اﻟﺼﻮر
اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ.
يعناى اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤﺮﯾﺮي،
ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻻ ﯾﺘﻢ اﺗﺒﺎع ﺗﺮﺗﯿﺐ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻷﺣﺪاث و اﻟﺮواﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻤﮭﺎ.
و ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﻜﺮرﻋﺪة رواﯾﺎت ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺗﺘﻨﺎول ﺣﺪﺛﺎ واﺣﺪا. و ﺗﺴﺒﺐ اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺎت
اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻸﺣﺪاث ﻓﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﻘﺎرئ ﯾﻔﻘﺪ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻨﺴﻖ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺎ ھﻮ ﻣﻜﺘﻮب، إذ
أن ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺎت ﯾﻤﺘﺪ طﻮﻟﮭﺎ ﻟﯿﺘﺠﺎوز ﻋﺸﺮات اﻟﺼﻔﺤﺎت. و ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺺ اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﻜﺘﺎب ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺛﺎﻧﻮﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﺟﺪر أن ﯾﺘﻢ وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ھﻮاﻣﺶ اﻟﺼﻔﺤﺎت. و ﺗﺘﻀﻤﻦ
اﻟﺴﯿﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻮﺟﮭﺎء اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻧﻤﺎذج ﻋﺪﯾﺪة ﻷﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﺮدﯾﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﺟﻤﺘﮭﺎ إﻟﻰ
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻔﺘﻘﺮ اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ أﯾﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻣﮭﺎﺑﺎد، و ﻛﺬﻟﻚ
ﻓﺈن اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ اﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻌﺎدات و اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ و اﻟﻤﻼﺑﺲ و اﻟﻄﻌﺎم و ﻏﯿﺮه
ﯾﺘﺴﻢ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎز اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻣﻤﺎ ﯾﺤﻮل دون إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ إﻓﺎدة اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻣﻨﮫ.
إن اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﺘﻢ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫ
ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ واﺟﮭﮭﺎ اﻷﻛﺮاد ﻓﻲ ﺳﯿﺮھﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
و ھﺬا ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ وﻗﻮﻋﮭﻢ ﺑﯿﻦ دوﻟﺘﯿﻦ ﻗﻮﯾﺘﯿﻦ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺼﺪرا
ھﺎﻣﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﯾﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻤﮭﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاع و اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ
ﺑﯿﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻹﺛﻨﯿﺔ و اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ. و ﯾﺘﻮﺟﮫ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ إﻟﻰ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻘﺮاء اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ و ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻏﺮب أذرﺑﯿﺠﺎن و ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮدﺳﺘﺎن إﯾﺮان.
اﯾﺮج اﺳﻤﺎﻋﯿﻠﭙﻮر ﻗﻮﭼﺎﻧﯽ