ﯾﻘﺪم ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب دراﺳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺒﺎﻛﺮ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺘﮭﺎ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ و اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ و اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮراﺗﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.
و ﯾﺘﺄﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ واﺣﺪ و ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﺼﻼ ﯾﺘﻨﺎول أوﻟﮭﺎ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺒﻜﺮ ﻟﻠﻜﻮﻓﺔ و ﯾﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺣﺎﻟﯿﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ و ﯾﺨﺘﺘﻢ ﺑﺘﻨﺎول ﻋﺪة دراﺳﺎت ﻏﺮﺑﯿﺔ ﺣﺪﯾﺜﺔ. و ﺗﺨﻮض ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻔﺼﻮل ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة إذ ﺗﺼﻒ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﮭﺎﻣﺔ و اﻵﺛﺎر و اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻌﮭﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ و ﺗﻘﺴﯿﻤﺎﺗﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ و ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ و اﻟﺤﯿﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ.
و ﯾﻨﻈﺮ
اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎطﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻻﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع وﺻﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻗﺒﻠﯿﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ
ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ إﻟﯿﮭﺎ ﻛ«اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﺸﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة» و « ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺤﺠﺎز» و ﻏﯿﺮھﺎ. و ﻣﻦ اﻟﺠﺪﯾﺮ ﺑﺎﻻھﺘﻤﺎم ﺗﺨﺼﯿﺺ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﺼﻼ ﻛﺎﻣﻼ
ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻗﺒﯿﻠﺔ ھﻤﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﺠﻨﻮب اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻮاء اﻟﻌﻤﻞ
ﻟﻔﺼﻞ ﻣﻜﺮس ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﯿﻤﻨﯿﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺒﺤﺚ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ دور اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺮب
اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻓﺔ آﻧﺬاك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺿﻊ أﺗﺒﺎع اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﯿﻦ ﺑﺎﺳﻢ
»اﻟﻤﻮاﻟﻲ«. ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺎول ﺗﺼﻨﯿﻒ ﺳﻜﺎن اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﯿﻘﺴﻤﮭﻢ إﻟﻰ طﺒﻘﺔ أﺷﺮاف و طﺒﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺘﻨﺎوﻻ
ﻣﻮاﺿﯿﻌﺎ ﻋﺪة ﻣﺜﻞ «ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻔﻜﯿﺮ اﻟﻌﺎﻣﺔ» و اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺸﮭﺪ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﺻﻔﺎﺗﮭﻢ
اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ، و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﯾﺒﻘﻰ رأي اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻏﯿﺮ واﺿﺢ ﺑﺸﻜﻞ
ﻛﺎﻣﻞ. أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻼن اﻷﺧﯿﺮان ﻓﯿﺘﺤﺪﺛﺎن ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺧﻼﻓﺔ
ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎوﻻن اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﮫ ﻣﻨﺎﺻﺮﯾﮫ و ﻣﻨﺎﺻﺮي اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺜﻤﺎن
ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ.
و ﯾﻀﻢ
اﻟﻜﺘﺎب ﺑﯿﻦ طﯿﺎﺗﮫ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻘﯿﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺒﺎﻛﺮة ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻓﺔ، و
ﻛﺜﯿﺮا ﻣﺎ ﯾﻠﺠﺄ اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ دﻋﻢ أﻓﻜﺎره ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت طﻮﯾﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ.
و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻤﻮاد ﺗﻔﺘﻘﺪ أﺣﯿﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ و اﻟﺘﺮاﺑﻂ، إذ ﯾﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن
ﻋﺮض ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ وﺛﯿﻘﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﺗﺮد ﻓﯿﮫ. ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻘﺪم اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺴﻠﺴﻼ
ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ واﺿﺤﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ اﻟﻨﻘﺪي ﻟﻠﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪم
اﺣﺘﻮاﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ و ھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ أﺧﺮى ﻓﯿﮫ. وﻋﻤﻮﻣﺎ ﯾﺸﻜﻞ
اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺟﺰا ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻓﺔ اﻟﺒﺎﻛﺮ
ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ و ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻔﯿﺪا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻢ ﻗﺮاءﺗﮫ ﺑﻌﯿﻦ ﻧﺎﻗﺪة.
ﻮﺷﯿﻎ أﺳﺎﺗﺮﯾﺎن
ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة
ﯾﻘﺪم ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب دراﺳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺒﺎﻛﺮ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ طﺒﻮﻏﺮاﻓﯿﺘﮭﺎ اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ و اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ و اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮراﺗﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.
و ﯾﺘﺄﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ واﺣﺪ و ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﺼﻼ ﯾﺘﻨﺎول أوﻟﮭﺎ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺒﻜﺮ ﻟﻠﻜﻮﻓﺔ و ﯾﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺣﺎﻟﯿﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ و ﯾﺨﺘﺘﻢ ﺑﺘﻨﺎول ﻋﺪة دراﺳﺎت ﻏﺮﺑﯿﺔ ﺣﺪﯾﺜﺔ. و ﺗﺨﻮض ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻔﺼﻮل ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة إذ ﺗﺼﻒ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﮭﺎﻣﺔ و اﻵﺛﺎر و اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻌﮭﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ و ﺗﻘﺴﯿﻤﺎﺗﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ و ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ و اﻟﺤﯿﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ.
و ﯾﻨﻈﺮ
اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎطﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻻﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع وﺻﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻗﺒﻠﯿﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ
ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ إﻟﯿﮭﺎ ﻛ«اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﺸﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة» و « ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺤﺠﺎز» و ﻏﯿﺮھﺎ. و ﻣﻦ اﻟﺠﺪﯾﺮ ﺑﺎﻻھﺘﻤﺎم ﺗﺨﺼﯿﺺ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﺼﻼ ﻛﺎﻣﻼ
ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻗﺒﯿﻠﺔ ھﻤﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﺠﻨﻮب اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻮاء اﻟﻌﻤﻞ
ﻟﻔﺼﻞ ﻣﻜﺮس ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﯿﻤﻨﯿﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺒﺤﺚ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ دور اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺮب
اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻓﺔ آﻧﺬاك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺿﻊ أﺗﺒﺎع اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﯿﻦ ﺑﺎﺳﻢ
»اﻟﻤﻮاﻟﻲ«. ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺎول ﺗﺼﻨﯿﻒ ﺳﻜﺎن اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﯿﻘﺴﻤﮭﻢ إﻟﻰ طﺒﻘﺔ أﺷﺮاف و طﺒﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺘﻨﺎوﻻ
ﻣﻮاﺿﯿﻌﺎ ﻋﺪة ﻣﺜﻞ «ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻔﻜﯿﺮ اﻟﻌﺎﻣﺔ» و اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺸﮭﺪ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﺻﻔﺎﺗﮭﻢ
اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ، و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﯾﺒﻘﻰ رأي اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻏﯿﺮ واﺿﺢ ﺑﺸﻜﻞ
ﻛﺎﻣﻞ. أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻼن اﻷﺧﯿﺮان ﻓﯿﺘﺤﺪﺛﺎن ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺧﻼﻓﺔ
ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎوﻻن اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﮫ ﻣﻨﺎﺻﺮﯾﮫ و ﻣﻨﺎﺻﺮي اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺜﻤﺎن
ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ.
و ﯾﻀﻢ
اﻟﻜﺘﺎب ﺑﯿﻦ طﯿﺎﺗﮫ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻘﯿﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺒﺎﻛﺮة ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻓﺔ، و
ﻛﺜﯿﺮا ﻣﺎ ﯾﻠﺠﺄ اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ دﻋﻢ أﻓﻜﺎره ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت طﻮﯾﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ.
و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻤﻮاد ﺗﻔﺘﻘﺪ أﺣﯿﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ و اﻟﺘﺮاﺑﻂ، إذ ﯾﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن
ﻋﺮض ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ وﺛﯿﻘﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﺗﺮد ﻓﯿﮫ. ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻘﺪم اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺴﻠﺴﻼ
ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ واﺿﺤﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ اﻟﻨﻘﺪي ﻟﻠﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪم
اﺣﺘﻮاﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ و ھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ أﺧﺮى ﻓﯿﮫ. وﻋﻤﻮﻣﺎ ﯾﺸﻜﻞ
اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺟﺰا ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻓﺔ اﻟﺒﺎﻛﺮ
ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ و ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻔﯿﺪا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻢ ﻗﺮاءﺗﮫ ﺑﻌﯿﻦ ﻧﺎﻗﺪة.
ﻮﺷﯿﻎ أﺳﺎﺗﺮﯾﺎن
ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة