ﺻﺪر ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺳﻨﺔ ١٩٩٩ ﻓﻲ ذﻛﺮى ﻣﺮور ٢٥٠٠ ﻋﺎم
ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪﯾﻨﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ. و ﺗﺘﻤﯿﺰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ اﻷﺷﻤﻞ ﻣﻦ
ﺣﯿﺚ ﺗﻐﻄﯿﺘﮭﺎ ﻟﺘﺎرﯾﺦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ و اﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ و ﺣﺘﻰ
ﺳﻨﺔ ١٩٢٠. ﯾﺘﻮﺟﮫ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﯿﺴﻲ ﻧﺤﻮ ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ و اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ
و ﻋﻠﻢ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﯿﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ
أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤﻂ اھﺘﻤﺎم ﺟﻤﮭﻮر أوﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ و اﻟﻤﺪن
ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ.
ﯾﺴﺮد اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺼﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ، و اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ
ﻓﯿﮭﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﺤﻀﺎرات ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول ﻣﺎ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﮫ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻏﻨﻲ
و دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ. و ﯾﺘﻄﺮق اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﮭﺪﺗﮫ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﺿﻄﺮﺑﺎت
ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ و ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ، ﺣﯿﺚ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ
ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺎﺳﻢ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﻛﻮﻛﺎن ﺧﺎن و أﻣﯿﺮ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺨﺎرى، ﺑﻌﺪﻣﺎ ادﻋﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺗﺒﻌﯿﺘﮭﺎ ﻟﮫ. و ﻗﺪ ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺘﻰ
ﻗﯿﺎم روﺳﯿﺎ ﺑﺎﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻣﻤﺎ وﺿﻊ ﺣﺪا ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺰاع ﻣﻦ
أﺟﻞ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ و أدى ﻟﺘﻮاﻓﺮ ﻓﺮص اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة و ﺗﻄﻮر ﺳﺮﯾﻊ ﻧﺴﺒﯿﺎ.
ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أول ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﺗﻢ
ﻧﺸﺮه ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ و ﯾﺘﻨﺎول اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ
و ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﻼﻻﺗﮭﺎ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﺳﻢ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ. و ﯾﻌﻤﺪ
ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺼﻞ و ﻣﻦ ﻋﺪة ﺟﻮاﻧﺐ، ﻟﯿﺸﻤﻞ ذﻟﻚ
اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ.
و ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أن أوراﺗﯿﻮﺑﮫ ھﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎطﻖ
اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، و ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻗﺎم ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ
ﺗﻌﻮد ﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ روس ﻣﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﺪراﺳﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﮭﺪف اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺟﺮاء دراﺳﺔ أﻋﻤﻖ ﻟﺘﺎرﯾﺦ
أوراﺗﯿﻮﺑﮫ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻻﺣﺘﻼل. و ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﯾﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا
اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ ﺗﺤﻆ ﺑﺪراﺳﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ، ﻟﺬا ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ. و ﻗﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﻜﺎﺗﺐ
ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺪﻓﮫ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ أﺳﺒﺎب اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ و اﻟﺘﺎﺳﻊ
ﻋﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﯿﻮم وﺳﻂ أوزﺑﻜﺴﺘﺎن و اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ و وادي ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ
و طﺸﻘﻨﺪ. و ﻗﺪ ﻧﺠﺢ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺄوراﺗﯿﻮﺑﮫ و دورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ و اﻟﺸﻌﻮب
اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. و ﯾﺮى اﻟﻜﺎﺗﺐ أن اﻟﻨﻘﯿﺼﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﺪم
ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻤﯿﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ و اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ وﺟﺪھﺎ، ﻟﺬا ﻓﮭﻮ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﺘﻤﻞ
ﺑﻌﺪ.
أﺷﺎرﺷﻮ ﻛﺎﻟﻮﻧﻮف
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﻠﻘﯿﺲ رواﺷﺪ
ﺻﺪر ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺳﻨﺔ ١٩٩٩ ﻓﻲ ذﻛﺮى ﻣﺮور ٢٥٠٠ ﻋﺎم
ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪﯾﻨﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﯿﺔ. و ﺗﺘﻤﯿﺰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ اﻷﺷﻤﻞ ﻣﻦ
ﺣﯿﺚ ﺗﻐﻄﯿﺘﮭﺎ ﻟﺘﺎرﯾﺦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ و اﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ و ﺣﺘﻰ
ﺳﻨﺔ ١٩٢٠. ﯾﺘﻮﺟﮫ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﯿﺴﻲ ﻧﺤﻮ ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ و اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ
و ﻋﻠﻢ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﯿﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ
أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤﻂ اھﺘﻤﺎم ﺟﻤﮭﻮر أوﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ و اﻟﻤﺪن
ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ.
ﯾﺴﺮد اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺼﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ، و اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ
ﻓﯿﮭﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﺤﻀﺎرات ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول ﻣﺎ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﮫ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻏﻨﻲ
و دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ. و ﯾﺘﻄﺮق اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﮭﺪﺗﮫ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﺿﻄﺮﺑﺎت
ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ و ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ، ﺣﯿﺚ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ
ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺎﺳﻢ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﻛﻮﻛﺎن ﺧﺎن و أﻣﯿﺮ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺨﺎرى، ﺑﻌﺪﻣﺎ ادﻋﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺗﺒﻌﯿﺘﮭﺎ ﻟﮫ. و ﻗﺪ ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺘﻰ
ﻗﯿﺎم روﺳﯿﺎ ﺑﺎﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻣﻤﺎ وﺿﻊ ﺣﺪا ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺰاع ﻣﻦ
أﺟﻞ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ و أدى ﻟﺘﻮاﻓﺮ ﻓﺮص اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة و ﺗﻄﻮر ﺳﺮﯾﻊ ﻧﺴﺒﯿﺎ.
ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أول ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﺗﻢ
ﻧﺸﺮه ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ و ﯾﺘﻨﺎول اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ
و ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﻼﻻﺗﮭﺎ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﺳﻢ أوراﺗﯿﻮﺑﮫ. و ﯾﻌﻤﺪ
ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺼﻞ و ﻣﻦ ﻋﺪة ﺟﻮاﻧﺐ، ﻟﯿﺸﻤﻞ ذﻟﻚ
اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ.
و ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أن أوراﺗﯿﻮﺑﮫ ھﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎطﻖ
اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻓﻲ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، و ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻗﺎم ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ
ﺗﻌﻮد ﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ روس ﻣﺨﺘﺼﯿﻦ ﺑﺪراﺳﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﮭﺪف اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺟﺮاء دراﺳﺔ أﻋﻤﻖ ﻟﺘﺎرﯾﺦ
أوراﺗﯿﻮﺑﮫ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻻﺣﺘﻼل. و ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﯾﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا
اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ ﺗﺤﻆ ﺑﺪراﺳﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ، ﻟﺬا ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ. و ﻗﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﻜﺎﺗﺐ
ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺪﻓﮫ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ أﺳﺒﺎب اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ و اﻟﺘﺎﺳﻊ
ﻋﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﯿﻮم وﺳﻂ أوزﺑﻜﺴﺘﺎن و اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ و وادي ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ
و طﺸﻘﻨﺪ. و ﻗﺪ ﻧﺠﺢ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺄوراﺗﯿﻮﺑﮫ و دورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻄﺎﺟﯿﻜﻲ و اﻟﺸﻌﻮب
اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. و ﯾﺮى اﻟﻜﺎﺗﺐ أن اﻟﻨﻘﯿﺼﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﺪم
ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻤﯿﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ و اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ وﺟﺪھﺎ، ﻟﺬا ﻓﮭﻮ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﺘﻤﻞ
ﺑﻌﺪ.
أﺷﺎرﺷﻮ ﻛﺎﻟﻮﻧﻮف
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﻠﻘﯿﺲ رواﺷﺪ