ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﯾﻀﻢ اﻟﻜﺎﺗﺐ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﮫ ﻋﻦ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻧﺴﯿﺞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ذﻛﺮﯾﺎﺗﮫ ﻣﻨﺬ طﻔﻮﻟﺘﮫ و ﺣﺘﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺸﺮاﻟﻌﻤﻞ. و اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﯿﺪ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻋﺎم ١٩٢١ و ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻣﮭﻨﺪﺳﺎ ﻣﻌﻤﺎرﯾﺎ. ﯾﻨﺘﻘﺪ ﺑﻮﯾﺴﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻄﻤﺲ و اﻟﺘﺨﺮﯾﺐ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﺑﻐﯿﺔ ﺗﺸﯿﯿﺪ أﺧﺮى ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﺣﯿﺎء و اﻟﺸﻮارع اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎش و ﻋﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ أو زارھﺎ. و ﺧﻼل ﺳﺮده ﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻷﺣﯿﺎء و اﻟﺸﻮارع اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ وﺻﻮﻻ ﻟﻠﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ، ﯾﺆﻛﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺤﺪاﺋﻖ و اﻟﺴﺎﺣﺎت و اﻟﻄﺮق و اﻟﺸﻮارع ﻓﻲ ﺣﯿﺎة ﺳﻜﺎن إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﯿﻨﺎت و اﻷرﺑﻌﯿﻨﺎت، و ﯾﻌﺮب ﻋﻦ اﺳﺘﯿﺎﺋﮫ ﻟﺰوال ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﺗﻜﺸﻒ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﺒﺮة ﻋﺎطﻔﯿﺔ، ﯾﻘﺪم اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻤﻔﯿﺪة و ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻦ إﺳﻄﻨﺒﻮل و ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ. ﻓﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﻨﺎوﻟﮫ ﻟﺠﯿﺮاﻧﮫ اﻟﯿﻮﻧﺎن و اﻟﯿﮭﻮد و اﻷرﻣﻦ أو اﻟﺤﺮﻓﯿﯿﻦ و أﺻﺤﺎب اﻟﺤﺎﻧﺎت اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﯿﻦ و ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﻢ اﻟﻮدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ھﺬه اﻟﻤﻨﺎطﻖ، ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻘﺎرئ ﺑﺄن ﺳﻜﺎن إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﯿﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻧﺴﯿﺞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. و ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﺎھﺪ ﻋﯿﺎن ﻋﻠﻰ أﺣﺪاث اﻟﺴﺎدس و اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ/أﯾﻠﻮل ١٩٥٥ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﮭﺒﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺗﺮاك و دﻣّﺮت دﻛﺎﻛﯿﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أرزاﻗﮭﻢ، ﯾﻨﺘﻘﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺸﺪة اﻟﺪور اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻟﺪاﻋﻢ و ﺑﺸﻜﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺣﺪاث.
ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﮭﻮ ﯾﺼﻮر
اﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ذات ﯾﻮم ﻣﻜﺎن اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ و ﻧﺎطﺤﺎت اﻟﺴﺤﺎب
و اﻟﻄﺮق اﻟﻜﺒﺮى. إﻧﮫ ﯾﺴﺘﺮﺟﻊ ذﻛﺮﯾﺎت إﺳﻄﻨﺒﻮل
و ﻣﺎﺿﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺎﺑﺎﻟﯿﺘﺸﺎرﺷﻲ و اﻟﺤﺎﻧﺎت و اﻟﺴﺎﺣﻞ و ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن و اﻟﻤﺴﺎرح و اﻟﺘﺮﻓﯿﮫ و
اﻟﻤﻮﺿﺔ و ﺣﺎرات ﺑﻲ أوﻏﻠﻮ و ﺑﯿﺮا ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ. و ﻣﻤﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ
أھﻤﯿﺔ اﻟﻜﺘﺎب إﺷﺎراﺗﮫ ﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻣﺴﺮﺣﯿﯿﻦ ﻣﺸﮭﻮرﯾﻦ و ﻓﻨﺎﻧﯿﻦ و ﺳﯿﺎﺳﯿﯿﻦ
ﻓﻲ أﻣﻜﻨﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. إن ھﺬه اﻟﻤﺬﻛﺮات ﺑﻠﻐﺘﮭﺎ اﻟﺴﻠﺴﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎن اﻟﻘﺎرئ،
إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ زادا ﻓﻜﺮﯾﺎ ﻟﻠﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﻤﺎﺿﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل و ﺣﯿﺎﺗﮭﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﺎ.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﯾﻀﻢ اﻟﻜﺎﺗﺐ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﮫ ﻋﻦ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻧﺴﯿﺞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ذﻛﺮﯾﺎﺗﮫ ﻣﻨﺬ طﻔﻮﻟﺘﮫ و ﺣﺘﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺸﺮاﻟﻌﻤﻞ. و اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﯿﺪ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻋﺎم ١٩٢١ و ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻣﮭﻨﺪﺳﺎ ﻣﻌﻤﺎرﯾﺎ. ﯾﻨﺘﻘﺪ ﺑﻮﯾﺴﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻄﻤﺲ و اﻟﺘﺨﺮﯾﺐ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﺑﻐﯿﺔ ﺗﺸﯿﯿﺪ أﺧﺮى ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﺣﯿﺎء و اﻟﺸﻮارع اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎش و ﻋﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ أو زارھﺎ. و ﺧﻼل ﺳﺮده ﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻷﺣﯿﺎء و اﻟﺸﻮارع اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ وﺻﻮﻻ ﻟﻠﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ، ﯾﺆﻛﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺤﺪاﺋﻖ و اﻟﺴﺎﺣﺎت و اﻟﻄﺮق و اﻟﺸﻮارع ﻓﻲ ﺣﯿﺎة ﺳﻜﺎن إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﯿﻨﺎت و اﻷرﺑﻌﯿﻨﺎت، و ﯾﻌﺮب ﻋﻦ اﺳﺘﯿﺎﺋﮫ ﻟﺰوال ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﺗﻜﺸﻒ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﺒﺮة ﻋﺎطﻔﯿﺔ، ﯾﻘﺪم اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻤﻔﯿﺪة و ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻦ إﺳﻄﻨﺒﻮل و ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ. ﻓﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﻨﺎوﻟﮫ ﻟﺠﯿﺮاﻧﮫ اﻟﯿﻮﻧﺎن و اﻟﯿﮭﻮد و اﻷرﻣﻦ أو اﻟﺤﺮﻓﯿﯿﻦ و أﺻﺤﺎب اﻟﺤﺎﻧﺎت اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﯿﻦ و ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﻢ اﻟﻮدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ھﺬه اﻟﻤﻨﺎطﻖ، ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻘﺎرئ ﺑﺄن ﺳﻜﺎن إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﯿﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻧﺴﯿﺞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. و ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﺎھﺪ ﻋﯿﺎن ﻋﻠﻰ أﺣﺪاث اﻟﺴﺎدس و اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ/أﯾﻠﻮل ١٩٥٥ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﮭﺒﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺗﺮاك و دﻣّﺮت دﻛﺎﻛﯿﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أرزاﻗﮭﻢ، ﯾﻨﺘﻘﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺸﺪة اﻟﺪور اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻟﺪاﻋﻢ و ﺑﺸﻜﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺣﺪاث.
ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﮭﻮ ﯾﺼﻮر
اﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ذات ﯾﻮم ﻣﻜﺎن اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ و ﻧﺎطﺤﺎت اﻟﺴﺤﺎب
و اﻟﻄﺮق اﻟﻜﺒﺮى. إﻧﮫ ﯾﺴﺘﺮﺟﻊ ذﻛﺮﯾﺎت إﺳﻄﻨﺒﻮل
و ﻣﺎﺿﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺎﺑﺎﻟﯿﺘﺸﺎرﺷﻲ و اﻟﺤﺎﻧﺎت و اﻟﺴﺎﺣﻞ و ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن و اﻟﻤﺴﺎرح و اﻟﺘﺮﻓﯿﮫ و
اﻟﻤﻮﺿﺔ و ﺣﺎرات ﺑﻲ أوﻏﻠﻮ و ﺑﯿﺮا ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ. و ﻣﻤﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ
أھﻤﯿﺔ اﻟﻜﺘﺎب إﺷﺎراﺗﮫ ﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻣﺴﺮﺣﯿﯿﻦ ﻣﺸﮭﻮرﯾﻦ و ﻓﻨﺎﻧﯿﻦ و ﺳﯿﺎﺳﯿﯿﻦ
ﻓﻲ أﻣﻜﻨﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. إن ھﺬه اﻟﻤﺬﻛﺮات ﺑﻠﻐﺘﮭﺎ اﻟﺴﻠﺴﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎن اﻟﻘﺎرئ،
إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ زادا ﻓﻜﺮﯾﺎ ﻟﻠﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﻤﺎﺿﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل و ﺣﯿﺎﺗﮭﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﺎ.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ