ﯾﻀﻢ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻊ ﻣﻘﺎﻻت ﻛﺘﺒﮭﺎ أﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﻌﺮوف ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٦٥ و ١٩٨٥، ﯾﺪرس ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و ﺳﻜﺎن إﺳﻄﻨﺒﻮل ﺧﻼل ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت و ﺳﺒﻌﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ. و ﯾﺤﺘﻮي اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺮاﺋﻂ ﻣﻔﺼّﻠﺔ و ﺟﺪاول و ﺻﻮر ﻟﻠﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوع اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻷﺣﯿﺎء اﻟﻔﻘﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻢ دﻣﺠﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﻮارع اﻟﻀﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮي ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻨﺎﻋﯿﺔ ﺻﻐﯿﺮة و ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﻛﺒﯿﺮة و اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ داﺧﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺧﺎرﺟﮭﺎ. و ﯾﺮﻛﺰ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺤﺜﮫ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻤﺪّن و ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺪن ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم. ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼّﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪور اﻟﮭﺎم اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﮫ اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ. و ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺮﺻﺪ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ آﺧﺬا ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻐﯿﺮ اﻟﺴﺮﯾﻊ ﻟﻠﺤﯿﺰ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻣﺮت ﺑﮫ.
ﯾﺆﻛﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ أن اﺳﺘﺨﺪام اﻷراﺿﻲ داﺧﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻷﻏﺮاض ﺷﺘﻰ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺴﻜﻦ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻗﺪ اﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺸﻮاﺋﯿﺔ و اﻻﻋﺘﺒﺎطﯿﺔ. ﻟﺬا ﯾﺘﻤﺤﻮر ﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻻﺗﮫ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﻨﻀﺒﻂ. و ﺑﺮﻏﻢ ﺗﺄﻛﯿﺪه ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ و اﻟﺨﺪﻣﺎت، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﻘﯿﯿﻢ و ﺿﺒﻂ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻷﺷﻜﺎل اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻧﺘﺸﺎرھﺎ، ﻛﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﮭﻮد اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻟﺘﺨﻄﯿﻂ و ﺗﻮﺟﯿﮫ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺧﺘﯿﺎر اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻟﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻒِ ﺑﺎﻟﻐﺮض.
و ﺗﺘﻨﺎول ﻣﻘﺎﻻت اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻜﺎن و ﺗﺄﺛﯿﺮ ﺗﺰاﯾﺪھﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻊ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺎ ﯾﺴﺒﺐ ﺑﺪوره ﻣﺸﺎﻛﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﯾﻀﯿﻔﮫ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﯿﮭﺎ. ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻛﻌﺎﺻﻤﺔ و ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺰاﯾﺪ ﻗﻮة ﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﮭﺎ. و ﯾﺘﻄﺮق اﻟﻤﺆﻟﻒ ھﻨﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ و ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺮز ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮاﻗﯿﺎ، ﻣﺸﺪدا ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺸﺎﻣﻞ.
و ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﺄﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﮭﺪ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﺒﻮﺳﻔﻮر ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ أرﻧﺎﻓﻮﺗﻜﻮي و أﻧﺎدوﻟﻮھﯿﺼﺎري و ﺑﺎﺷﺎﺑﺎھﺠﻲ و أﺳﻜﻮدار و أﯾﺎزاﻏﺎ و أﯾﺴﺘﻨﻲ و وادي ﺑﻮﯾﻮﻛﺪﯾﺮي ﻛﺄﻣﺜﻠﺔ ﺷﺎھﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ.
كما ﯾﺮى اﻟﻤﺆﻟﻒ أن ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻨﺸﺄة ﻓﻮق ﻣﻜﺐ اﻟﻨﻔﺎﯾﺎت و اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ طﻮل اﻟﺒﻮﺳﻔﻮر و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺠﺴﻮر اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻓﻮﻗﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ رﻏﻢ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت و اﻟﻤﺨﺎوف اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﻗﺒﻞ إﻧﺸﺎﺋﮭﺎ. و ﯾﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﺤﻠﯿﻠﮫ ﻟﻠﻤﻨﻈﺮ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﺒﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ و ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﯿﺎﻧﺎت ﺗﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﮫ ﻣﻦ اﺣﺘﻼل ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﺮﯾﺪة و ھﺎﻣﺔ ﺑﯿﻦ ﻧﻈﺮاﺋﮫ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻤﺪّن ﻓﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﮭﺎ ﯾﺎزﺟﻲ
ﯾﻀﻢ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻊ ﻣﻘﺎﻻت ﻛﺘﺒﮭﺎ أﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﻌﺮوف ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٦٥ و ١٩٨٥، ﯾﺪرس ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و ﺳﻜﺎن إﺳﻄﻨﺒﻮل ﺧﻼل ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت و ﺳﺒﻌﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ. و ﯾﺤﺘﻮي اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺮاﺋﻂ ﻣﻔﺼّﻠﺔ و ﺟﺪاول و ﺻﻮر ﻟﻠﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوع اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻷﺣﯿﺎء اﻟﻔﻘﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻢ دﻣﺠﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﻮارع اﻟﻀﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮي ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻨﺎﻋﯿﺔ ﺻﻐﯿﺮة و ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﻛﺒﯿﺮة و اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ داﺧﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺧﺎرﺟﮭﺎ. و ﯾﺮﻛﺰ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺤﺜﮫ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻤﺪّن و ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺪن ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم. ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼّﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪور اﻟﮭﺎم اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﮫ اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ. و ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺮﺻﺪ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ آﺧﺬا ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻐﯿﺮ اﻟﺴﺮﯾﻊ ﻟﻠﺤﯿﺰ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻣﺮت ﺑﮫ.
ﯾﺆﻛﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻰ أن اﺳﺘﺨﺪام اﻷراﺿﻲ داﺧﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻷﻏﺮاض ﺷﺘﻰ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺴﻜﻦ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻗﺪ اﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺸﻮاﺋﯿﺔ و اﻻﻋﺘﺒﺎطﯿﺔ. ﻟﺬا ﯾﺘﻤﺤﻮر ﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻻﺗﮫ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﻨﻀﺒﻂ. و ﺑﺮﻏﻢ ﺗﺄﻛﯿﺪه ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ و اﻟﺨﺪﻣﺎت، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﻘﯿﯿﻢ و ﺿﺒﻂ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻷﺷﻜﺎل اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ و اﻧﺘﺸﺎرھﺎ، ﻛﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﮭﻮد اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻟﺘﺨﻄﯿﻂ و ﺗﻮﺟﯿﮫ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺧﺘﯿﺎر اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻟﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻒِ ﺑﺎﻟﻐﺮض.
و ﺗﺘﻨﺎول ﻣﻘﺎﻻت اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻜﺎن و ﺗﺄﺛﯿﺮ ﺗﺰاﯾﺪھﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻊ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺎ ﯾﺴﺒﺐ ﺑﺪوره ﻣﺸﺎﻛﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﯾﻀﯿﻔﮫ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﯿﮭﺎ. ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻛﻌﺎﺻﻤﺔ و ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺰاﯾﺪ ﻗﻮة ﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﮭﺎ. و ﯾﺘﻄﺮق اﻟﻤﺆﻟﻒ ھﻨﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ و ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺮز ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮاﻗﯿﺎ، ﻣﺸﺪدا ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺸﺎﻣﻞ.
و ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﺄﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﮭﺪ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﺒﻮﺳﻔﻮر ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ أرﻧﺎﻓﻮﺗﻜﻮي و أﻧﺎدوﻟﻮھﯿﺼﺎري و ﺑﺎﺷﺎﺑﺎھﺠﻲ و أﺳﻜﻮدار و أﯾﺎزاﻏﺎ و أﯾﺴﺘﻨﻲ و وادي ﺑﻮﯾﻮﻛﺪﯾﺮي ﻛﺄﻣﺜﻠﺔ ﺷﺎھﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ.
كما ﯾﺮى اﻟﻤﺆﻟﻒ أن ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻨﺸﺄة ﻓﻮق ﻣﻜﺐ اﻟﻨﻔﺎﯾﺎت و اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ طﻮل اﻟﺒﻮﺳﻔﻮر و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺠﺴﻮر اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻓﻮﻗﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ رﻏﻢ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت و اﻟﻤﺨﺎوف اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﻗﺒﻞ إﻧﺸﺎﺋﮭﺎ. و ﯾﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﺤﻠﯿﻠﮫ ﻟﻠﻤﻨﻈﺮ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﺒﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ و ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﯿﺎﻧﺎت ﺗﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﮫ ﻣﻦ اﺣﺘﻼل ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﺮﯾﺪة و ھﺎﻣﺔ ﺑﯿﻦ ﻧﻈﺮاﺋﮫ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻤﺪّن ﻓﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﮭﺎ ﯾﺎزﺟﻲ