ﯾﺒﺤﺚ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻘﺪم )ﺗﯿﺮاﻛﻲ( و ﻓﻲ ﺗﻄﻮرھﺎ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﺴﺠﻼت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺮاراﺗﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ ﻛﻤﺼﺪر أوﻟﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت. و ﯾﻀﯿﻒ إدراج ﻧﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ و اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻏﻨﻰ ﺑﺼﺮﯾﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﮫ ﻣﻦ ﺷﮭﺎدات دﺑﻠﻮم و ﻛﺸﻮﻓﺎت ﻋﻼﻣﺎت و ﺟﺪاول ﺑﺴﻼﻟﻢ رواﺗﺐ اﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ و ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺼﻮر ﻗﺪﯾﻤﺔ و ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻟﻠﻤﺪارس. و ﯾﻘﺪم ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺮاءة ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻟﻮﺿﻮح و ﺳﻼﺳﺔ أﺳﻠﻮب ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ، و ﯾﺸﻤﻞ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻨﮫ وﺛﺎﺋﻖ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا أوﻟﯿﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻﺣﺘﻮاﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﻤﺪرﺳﺔ و ﺳﺠﻼت ﻟﻠﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻤﺮاﺳﻼت ﻣﻊ اﻟﺒﺎب اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻼﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ و اﻟﻤﻨﮭﺎج و اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ.
و ﯾﻘﺪم اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻨﺪ ﺳﺮده ﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻣﺪارس اﻟﺘﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﮭﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ (١٩٠٨-١٨٧٦) و ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻮاﺣﺪ و اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ، ﺣﯿﺚ ﯾﻐﻄﻲ ٧٧ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ. و رﻏﻢ أﻧﮫ ﯾﺪرس ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﺤﺪدة إﻻ أﻧﮫ ﯾﻌﺮّج أﯾﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﯿﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﺮﻛﺰا ﺗﺠﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن وﺑﻘﯿﺖ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٩١٣. و ﯾﻘﺪم اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﯿﺪة ﻋﻦ اﻗﺘﺼﺎدھﺎ و ﻋﻦ إدارﺗﮭﺎ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﻛﺬﻟﻚ ﺑُﻨﺎھﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و دور اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت و اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﺣﺘﻰ أﯾﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺪوﻧﻤﺔ (اﻟﯿﮭﻮد ﻣﻦ أﺗﺒﺎع ﺳﺒﺎﺗﺎي زﯾﻔﻲ) اﻟﺬﯾﻦ ﺷﻜﻠﻮا ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﺗﻌﺪاد ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ.
و ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺟﮭﻮد رﺟﺎﻻت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﺘﻌﺰﯾﺰ ﻓﻜﺮة "اﻟﻤﻮاطﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ" ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ اﻟﻤﺘﻌﺪد اﻷﻋﺮاق و اﻟﺪﯾﺎﻧﺎت. و ﻟﻨﺸﺮ ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻢ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺪارس ﺑﮭﺪف ﺗﻤﻜﯿﻦ طﻼب ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷدﯾﺎن و اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻌﺎ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺪارس اﻓﺘﺘﺤﺖ آﻧﺬاك ﻟﯿﻈﮭﺮ أن ﺟﮭﻮد اﻟﺘﺤﺪﯾﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ ﻗﺪ ازدادت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ إﻻ أن اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﮫ ﻛﺎن ﻗﺪ ازداد ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﮫ.
و ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺳﺘﻮر-و ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ- ﺗﻮﻟﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎم ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻠﺒﯿﺔ اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮة و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاﺑﮭﺎ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ و إﺷﺮاك اﻟﻔﺘﯿﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺑﺘﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﻲ ﻣﺪن ﻣﺜﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﯿﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻨﺸﺎط ﺗﺠﺎري ﻗﻮي.
و ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺳﺘﻮر-و ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ- ﺗﻮﻟﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎم ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻠﺒﯿﺔ اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮة و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاﺑﮭﺎ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ و إﺷﺮاك اﻟﻔﺘﯿﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺑﺘﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﻲ ﻣﺪن ﻣﺜﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﯿﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻨﺸﺎط ﺗﺠﺎري ﻗﻮي.
و ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺪارس اﻟﺘﻘﺪم ﯾﻘﺪم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺗﺤﻠﯿﻼ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ، ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ أن ﯾﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻣﻔﯿﺪا ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺄﺑﺤﺎث أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ أو ﻟﻠﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ﻣﺪن اﻟﺒﻠﻘﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﮭﺎ ﯾﺎزﺟﻲ
ﯾﺒﺤﺚ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻘﺪم )ﺗﯿﺮاﻛﻲ( و ﻓﻲ ﺗﻄﻮرھﺎ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﺴﺠﻼت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺮاراﺗﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ ﻛﻤﺼﺪر أوﻟﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت. و ﯾﻀﯿﻒ إدراج ﻧﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ و اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻏﻨﻰ ﺑﺼﺮﯾﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﮫ ﻣﻦ ﺷﮭﺎدات دﺑﻠﻮم و ﻛﺸﻮﻓﺎت ﻋﻼﻣﺎت و ﺟﺪاول ﺑﺴﻼﻟﻢ رواﺗﺐ اﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ و ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺼﻮر ﻗﺪﯾﻤﺔ و ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻟﻠﻤﺪارس. و ﯾﻘﺪم ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺮاءة ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻟﻮﺿﻮح و ﺳﻼﺳﺔ أﺳﻠﻮب ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ، و ﯾﺸﻤﻞ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻨﮫ وﺛﺎﺋﻖ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا أوﻟﯿﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻﺣﺘﻮاﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﻤﺪرﺳﺔ و ﺳﺠﻼت ﻟﻠﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻤﺮاﺳﻼت ﻣﻊ اﻟﺒﺎب اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻼﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ و اﻟﻤﻨﮭﺎج و اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ.
و ﯾﻘﺪم اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻨﺪ ﺳﺮده ﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻣﺪارس اﻟﺘﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﮭﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ (١٩٠٨-١٨٧٦) و ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻮاﺣﺪ و اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ، ﺣﯿﺚ ﯾﻐﻄﻲ ٧٧ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ. و رﻏﻢ أﻧﮫ ﯾﺪرس ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﺤﺪدة إﻻ أﻧﮫ ﯾﻌﺮّج أﯾﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﯿﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﺮﻛﺰا ﺗﺠﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن وﺑﻘﯿﺖ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٩١٣. و ﯾﻘﺪم اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﯿﺪة ﻋﻦ اﻗﺘﺼﺎدھﺎ و ﻋﻦ إدارﺗﮭﺎ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﻛﺬﻟﻚ ﺑُﻨﺎھﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و دور اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت و اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﺣﺘﻰ أﯾﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺪوﻧﻤﺔ (اﻟﯿﮭﻮد ﻣﻦ أﺗﺒﺎع ﺳﺒﺎﺗﺎي زﯾﻔﻲ) اﻟﺬﯾﻦ ﺷﻜﻠﻮا ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﺗﻌﺪاد ﺳﻜﺎﻧﮭﺎ.
و ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺟﮭﻮد رﺟﺎﻻت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﺘﻌﺰﯾﺰ ﻓﻜﺮة "اﻟﻤﻮاطﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ" ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ اﻟﻤﺘﻌﺪد اﻷﻋﺮاق و اﻟﺪﯾﺎﻧﺎت. و ﻟﻨﺸﺮ ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻢ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺪارس ﺑﮭﺪف ﺗﻤﻜﯿﻦ طﻼب ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷدﯾﺎن و اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻌﺎ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺪارس اﻓﺘﺘﺤﺖ آﻧﺬاك ﻟﯿﻈﮭﺮ أن ﺟﮭﻮد اﻟﺘﺤﺪﯾﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ ﻗﺪ ازدادت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ إﻻ أن اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﮫ ﻛﺎن ﻗﺪ ازداد ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﮫ.
و ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺳﺘﻮر-و ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ- ﺗﻮﻟﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎم ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻠﺒﯿﺔ اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮة و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاﺑﮭﺎ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ و إﺷﺮاك اﻟﻔﺘﯿﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺑﺘﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﻲ ﻣﺪن ﻣﺜﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﯿﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻨﺸﺎط ﺗﺠﺎري ﻗﻮي.
و ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺳﺘﻮر-و ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺒﺮاطﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ- ﺗﻮﻟﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎم ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻠﺒﯿﺔ اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮة و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاﺑﮭﺎ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ و إﺷﺮاك اﻟﻔﺘﯿﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺑﺘﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪارس ﻓﻲ ﻣﺪن ﻣﺜﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﯿﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻨﺸﺎط ﺗﺠﺎري ﻗﻮي.
و ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺪارس اﻟﺘﻘﺪم ﯾﻘﺪم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺗﺤﻠﯿﻼ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ، ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ أن ﯾﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻣﻔﯿﺪا ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺄﺑﺤﺎث أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ أو ﻟﻠﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ﻣﺪن اﻟﺒﻠﻘﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﮭﺎ ﯾﺎزﺟﻲ