تناول ﻛﺘﺎب دﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻔﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ دﻣﺸﻖ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻋﺎدات اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و ﺗﻘﺎﻟﯿﺪه ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻣﺘﺨﺬا ﻣﻨﺤﻰ ﺟﺪﯾﺪا ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻛﺎن ﺟﻞ اھﺘﻤﺎم اﻟﻤﺆرﺧﯿﻦ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ. ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ دﻣﺸﻖ ﯾﺼﻮر اﻟﻌﻤﻞ اﻷوﺟﮫ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﻔﻠﻜﻠﻮرﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ إﺑﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة و ﯾﺤﯿﻂ ﺑﺬﻟﻚ إﺣﺎطﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﺣﯿﺚ ﯾﺼﻮر اﻟﻤﻼﺑﺲ و ﯾﺼﻒ اﻷطﻌﻤﺔ و ﻣﺮاﺳﻢ اﻷﻋﯿﺎد و اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت و ﻣﺎ ﯾﺠﺮي و ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻼت و ﻏﯿﺮھﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻔﺮد ﻋﺪة ﻓﺼﻮل ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ و ﻧﻈﺎم اﻹدارة و اﻟﻤﺎل و اﻷﺣﺰاب و اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ آﻧﺬاك.
و ﺗﺘﻨﻮع ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَﺪﱡ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﻤﺔ و اﻟﻐﻨﻰ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎدة ﺗﻮﺛﯿﻘﯿﺔ ﻟﻤﻈﺎھﺮ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﯿﻮم إﻻ ظﻼل ﻻﻧﻜﺎد ﻧﻠﻤﺤﮭﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎء اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ. و ﻗﺪ ﺳﺠﻞ اﻟﻜﺎﺗﺐ ھﺬه اﻟﻤﻈﺎھﺮ ﺗﺴﺠﯿﻼ ﺣﯿﺎ و ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ ﻣﺮاﻋﯿﺎ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮﯾﺔ ﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺘﻔﺎﺻﯿﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل و ﺣﺮﻛﺔ و ﻧﻐﻤﺔ.
و رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﺜﺮة اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﻤﻄﺮوﻗﺔ ﻗﺪ أدت ﻻﻓﺘﻘﺎر ﻣﺎدة اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻠﺘﺤﻠﯿﻞ و
اﻟﻌﻤﻖ و اﻻﺳﺘﻔﺎﺿﺔ. و ﯾُﺒﺮز اﻟﻌﻤﻞ ﻏﯿﺎﺑﺎ واﺿﺤﺎ ﻟﻠﻤﻨﮭﺠﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول ھﺬه اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ و رﺑﻄﮭﺎ
ﺑﺸﻜﻞ ﯾﺴﮭﻢ ﻓﻲ إﯾﻀﺎح اﻟﺼﻮرة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺘﻨﻮﻋﮭﺎ، و ﻗﺪ ﯾﻌﻮد ذﻟﻚ ﻟﻜﻮن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺴﻮدة ﻏﯿﺮ
ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻔﻮظﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺑﺪﻣﺸﻖ و ﻗﺪ ﺗﻢ إﻋﺪادھﺎ ﻟﻠﻄﺒﻊ دون ﺗﺤﺮﯾﺮ
ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﻟﮫ ﻓﺮﺻﺔ إﺗﻤﺎﻣﮫ ﺑﺸﻤﻮﻟﯿﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺮؤﯾﺘﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع. و
ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أﯾﻀﺎ أن ﻟﻐﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻏﯿﺮ ﻨﻘﺤﺔ و أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﯿﺔ و ﻗﺪ ﯾﻌﻮد ذﻟﻚ ﻟﻈﺮوف ﻧﺸﺮه
أو ﻟﺮﺑﻤﺎ أراد اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻌﻼ ﻟﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﯾﻜﻮن ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﺑﻠﻐﺔ أﻗﺮب ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺎول
ﺗﺼﻮﯾﺮھﺎ.
ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﯾﺨﺎطﺐ ﺷﺮﯾﺤﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﺳﻮاءً ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ أو ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﻟﯿﻘﻮدھﻢ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻏﻨﯿﺔ و ﻣﻤﺘﻌﺔ، و طﺮﯾﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﻈﺎھﺮ ﺗﻼﻣﺲ ذاﻛﺮة اﻟﺒﻌﺾ و ﺗﺜﯿﺮ دھﺸﺔ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.
وﺑﻤﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﺈن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ ﻧﺠﺢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﺬاﻛﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ دﻣﺸﻖ، ﻋﺒﺮ اﺳﺘﺤﻀﺎر ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺤﯿﺎة اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ أوﺟﮭﮭﺎ و ﺗﻮﺛﯿﻘﮭﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﺻﻮرة ﺣﯿﺔ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻤﺼﺪاﻗﯿﺔ ﻟﻸﺟﯿﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ. و ھﻨﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﮫ رﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺪر ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ إﻧﮭﺎء ﻣﺎ ﺑﺪأه ﻟﻜُﻨﱠﺎ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﺗﻜﺎﻣﻼ و رؤﯾﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﺮاﺑﻄﺎ و ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻜﺘﺎب.
تناول ﻛﺘﺎب دﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻔﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ دﻣﺸﻖ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻋﺎدات اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و ﺗﻘﺎﻟﯿﺪه ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻣﺘﺨﺬا ﻣﻨﺤﻰ ﺟﺪﯾﺪا ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻛﺎن ﺟﻞ اھﺘﻤﺎم اﻟﻤﺆرﺧﯿﻦ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ. ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻲ ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ دﻣﺸﻖ ﯾﺼﻮر اﻟﻌﻤﻞ اﻷوﺟﮫ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﻔﻠﻜﻠﻮرﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ إﺑﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة و ﯾﺤﯿﻂ ﺑﺬﻟﻚ إﺣﺎطﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﺣﯿﺚ ﯾﺼﻮر اﻟﻤﻼﺑﺲ و ﯾﺼﻒ اﻷطﻌﻤﺔ و ﻣﺮاﺳﻢ اﻷﻋﯿﺎد و اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت و ﻣﺎ ﯾﺠﺮي و ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻼت و ﻏﯿﺮھﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻔﺮد ﻋﺪة ﻓﺼﻮل ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ و ﻧﻈﺎم اﻹدارة و اﻟﻤﺎل و اﻷﺣﺰاب و اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ آﻧﺬاك.
و ﺗﺘﻨﻮع ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَﺪﱡ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﻤﺔ و اﻟﻐﻨﻰ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎدة ﺗﻮﺛﯿﻘﯿﺔ ﻟﻤﻈﺎھﺮ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﯿﻮم إﻻ ظﻼل ﻻﻧﻜﺎد ﻧﻠﻤﺤﮭﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎء اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ. و ﻗﺪ ﺳﺠﻞ اﻟﻜﺎﺗﺐ ھﺬه اﻟﻤﻈﺎھﺮ ﺗﺴﺠﯿﻼ ﺣﯿﺎ و ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ ﻣﺮاﻋﯿﺎ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮﯾﺔ ﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺘﻔﺎﺻﯿﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل و ﺣﺮﻛﺔ و ﻧﻐﻤﺔ.
و رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﺜﺮة اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﻤﻄﺮوﻗﺔ ﻗﺪ أدت ﻻﻓﺘﻘﺎر ﻣﺎدة اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻠﺘﺤﻠﯿﻞ و
اﻟﻌﻤﻖ و اﻻﺳﺘﻔﺎﺿﺔ. و ﯾُﺒﺮز اﻟﻌﻤﻞ ﻏﯿﺎﺑﺎ واﺿﺤﺎ ﻟﻠﻤﻨﮭﺠﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول ھﺬه اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ و رﺑﻄﮭﺎ
ﺑﺸﻜﻞ ﯾﺴﮭﻢ ﻓﻲ إﯾﻀﺎح اﻟﺼﻮرة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺘﻨﻮﻋﮭﺎ، و ﻗﺪ ﯾﻌﻮد ذﻟﻚ ﻟﻜﻮن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺴﻮدة ﻏﯿﺮ
ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻔﻮظﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺑﺪﻣﺸﻖ و ﻗﺪ ﺗﻢ إﻋﺪادھﺎ ﻟﻠﻄﺒﻊ دون ﺗﺤﺮﯾﺮ
ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﻟﮫ ﻓﺮﺻﺔ إﺗﻤﺎﻣﮫ ﺑﺸﻤﻮﻟﯿﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺮؤﯾﺘﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع. و
ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أﯾﻀﺎ أن ﻟﻐﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻏﯿﺮ ﻨﻘﺤﺔ و أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﯿﺔ و ﻗﺪ ﯾﻌﻮد ذﻟﻚ ﻟﻈﺮوف ﻧﺸﺮه
أو ﻟﺮﺑﻤﺎ أراد اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻌﻼ ﻟﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﯾﻜﻮن ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﺑﻠﻐﺔ أﻗﺮب ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺎول
ﺗﺼﻮﯾﺮھﺎ.
ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﯾﺨﺎطﺐ ﺷﺮﯾﺤﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﺳﻮاءً ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ أو ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﻟﯿﻘﻮدھﻢ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻏﻨﯿﺔ و ﻣﻤﺘﻌﺔ، و طﺮﯾﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﻈﺎھﺮ ﺗﻼﻣﺲ ذاﻛﺮة اﻟﺒﻌﺾ و ﺗﺜﯿﺮ دھﺸﺔ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.
وﺑﻤﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﺈن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ ﻧﺠﺢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﺬاﻛﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ دﻣﺸﻖ، ﻋﺒﺮ اﺳﺘﺤﻀﺎر ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺤﯿﺎة اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ أوﺟﮭﮭﺎ و ﺗﻮﺛﯿﻘﮭﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﺻﻮرة ﺣﯿﺔ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻤﺼﺪاﻗﯿﺔ ﻟﻸﺟﯿﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ. و ھﻨﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﮫ رﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺪر ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ إﻧﮭﺎء ﻣﺎ ﺑﺪأه ﻟﻜُﻨﱠﺎ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﺗﻜﺎﻣﻼ و رؤﯾﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﺮاﺑﻄﺎ و ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻜﺘﺎب.