ﯾﻌﺪ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ أول ﻛﺘﺎب ﺗﻢ ﺗﺄﻟﯿﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﯿﺘﻨﺎول ﻣﺪﯾﻨﺔ أرﺳﻨﺠﺎن. و ﻗﺪ ﻗﺎم إﯾﺮاج أﻓﺸﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﻮطﺌﺔ اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَﺪﱡ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﺗﻌﻘﯿﺒﺎ ﻋﻠﯿﮫ؛ إذ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﺘﻮطﺌﺔ - و ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺪو ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺺ اﻟﻜﺘﺎب- أن ﻣﺪﯾﻨﺔ أرﺳﻨﺠﺎن ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﯾﺔ آﺛﺎر ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ، ﺣﯿﺚ ﺗﻌﻮد أﻗﺪم اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻟﻠﻌﮭﺪ اﻟﺼﻔﻮي ﻓﻘﻂ. و ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻤﺤﺪودﯾﺔ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﻤﺆﻟﻒ و ﻓﻲ أول ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺘﻐﻄﯿﺔ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﮭﺎ و اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮل ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺟﻐﺮاﻓﯿﺘﮭﺎ. ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮي ھﺬه اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ و ﻣﻔﯿﺪة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻨﻮات اﻟﻤﯿﺎه و ﺗﻨﻈﯿﻤﮭﺎ.
أﻣﺎ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﯿﺘﻨﺎول ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ و ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺮدا ﯾﺒﯿﻦ ﻟﮭﺠﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ أرﺳﻨﺠﺎن. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و اﻷﻟﻌﺎب و ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﻣﻌﺘﻘﺪات ﺳﻜﺎن ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺗﻌﻠﯿﻘﺎت ﻋﻠﯿﮭﺎ. و ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﻤﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻟﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻛﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﺴﺎب ﻋﺎﺋﻼﺗﮭﺎ اﻟﺒﺎرزة. و ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺸﺮوﺣﺎت و ﺗﺮﺗﯿﺒﮭﺎ أن اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﺠﻤﯿﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺖ ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ أو ﺗﻮﺛﯿﻘﮫ ﻋﻦ أرﺳﻨﺠﺎن ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق.
و ﻗﺪ ﺟُﻤِﻊَ ﻓﻲ
ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺻﻮرة و وﺛﯿﻘﺔ، إﻻ أن ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻏﯿﺮ ذي أھﻤﯿﺔ، ﺣﯿﺚ ﺗﺒﺪو أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﻌﺾ
اﻟﺘﮭﻠﯿﻼت و اﻷﺷﻌﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻋﺮﺿﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﺄﺧﺬ دورا ﺗﻮﺻﯿﻔﯿﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﺗﺮﺟﻤﺎت ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ
ﻟﻸﺑﯿﺎت اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ و اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت. و أﺧﯿﺮا ﻓﺈن اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻨﻢ ﻋﻦ ﺟﮭﺪ ﻗﯿﻢ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ
أن ﺗﻢ ﺗﻨﺎوﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. و ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ أن ﯾﺸﺪ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ اھﺘﻤﺎم أوﻟﺌﻚ اﻟﻘﺮاء
اﻟﺮاﻏﺒﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻼد ﻓﺎرس إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﯿﺎ
و اﻟﻠﻐﻮﯾﯿﻦ.
اﯾﺮج اﺳﻤﺎﻋﯿﻠﭙﻮر
ﻗﻮﭼﺎﻧﯽ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﻠﻘﯿﺲ رواﺷﺪ
ﯾﻌﺪ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ أول ﻛﺘﺎب ﺗﻢ ﺗﺄﻟﯿﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﯿﺘﻨﺎول ﻣﺪﯾﻨﺔ أرﺳﻨﺠﺎن. و ﻗﺪ ﻗﺎم إﯾﺮاج أﻓﺸﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﻮطﺌﺔ اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَﺪﱡ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﺗﻌﻘﯿﺒﺎ ﻋﻠﯿﮫ؛ إذ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﺘﻮطﺌﺔ - و ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺪو ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺺ اﻟﻜﺘﺎب- أن ﻣﺪﯾﻨﺔ أرﺳﻨﺠﺎن ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﯾﺔ آﺛﺎر ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ، ﺣﯿﺚ ﺗﻌﻮد أﻗﺪم اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻟﻠﻌﮭﺪ اﻟﺼﻔﻮي ﻓﻘﻂ. و ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻤﺤﺪودﯾﺔ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﻤﺆﻟﻒ و ﻓﻲ أول ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺘﻐﻄﯿﺔ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﮭﺎ و اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮل ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺟﻐﺮاﻓﯿﺘﮭﺎ. ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮي ھﺬه اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ و ﻣﻔﯿﺪة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻨﻮات اﻟﻤﯿﺎه و ﺗﻨﻈﯿﻤﮭﺎ.
أﻣﺎ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﯿﺘﻨﺎول ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ و ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺮدا ﯾﺒﯿﻦ ﻟﮭﺠﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ أرﺳﻨﺠﺎن. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و اﻷﻟﻌﺎب و ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﻣﻌﺘﻘﺪات ﺳﻜﺎن ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و ﺗﻌﻠﯿﻘﺎت ﻋﻠﯿﮭﺎ. و ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﻤﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻟﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻛﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﺴﺎب ﻋﺎﺋﻼﺗﮭﺎ اﻟﺒﺎرزة. و ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺸﺮوﺣﺎت و ﺗﺮﺗﯿﺒﮭﺎ أن اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﺠﻤﯿﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺖ ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ أو ﺗﻮﺛﯿﻘﮫ ﻋﻦ أرﺳﻨﺠﺎن ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق.
و ﻗﺪ ﺟُﻤِﻊَ ﻓﻲ
ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺻﻮرة و وﺛﯿﻘﺔ، إﻻ أن ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻏﯿﺮ ذي أھﻤﯿﺔ، ﺣﯿﺚ ﺗﺒﺪو أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﻌﺾ
اﻟﺘﮭﻠﯿﻼت و اﻷﺷﻌﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻋﺮﺿﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﺄﺧﺬ دورا ﺗﻮﺻﯿﻔﯿﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﺗﺮﺟﻤﺎت ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ
ﻟﻸﺑﯿﺎت اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ و اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت. و أﺧﯿﺮا ﻓﺈن اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻨﻢ ﻋﻦ ﺟﮭﺪ ﻗﯿﻢ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ
أن ﺗﻢ ﺗﻨﺎوﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. و ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ أن ﯾﺸﺪ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ اھﺘﻤﺎم أوﻟﺌﻚ اﻟﻘﺮاء
اﻟﺮاﻏﺒﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻼد ﻓﺎرس إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﯿﺎ
و اﻟﻠﻐﻮﯾﯿﻦ.
اﯾﺮج اﺳﻤﺎﻋﯿﻠﭙﻮر
ﻗﻮﭼﺎﻧﯽ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﻠﻘﯿﺲ رواﺷﺪ